محمد سليمان الحماد

في ظل الظروف الحالية لجائحة فيروس كورونا يرتفع مستوى المسؤولية الذاتية للوقاية لكل فرد منّا، بعد عودتنا إلى الحياة الطبيعية، فهي ليست عودة بشيكٍ على بياض، وإنما يلزمنا جميعًا التمسّك والتقيّد بالتعليمات والإرشادات والاحترازات اللازمة التي وضعتها الجهات الرسمية من واقع تطورات الفيروس الصحية والاقتصادية والمجتمعية.

التزامنا الآن بكل الاحترازات يمثّل جزءًا من دورنا في كبح انتشار الفيروس، وهنا تبدأ مسؤوليتنا من خلال أداء دورنا في الوعي الذاتي على الوجه الأكمل؛ لأن أيّ استهتار أو تهاون سندفع ثمنه بصورة شخصية في تعريض صحتنا، ومَن نحب وغيرنا لخطر العدوى، وذلك يُفقدنا العودة الآمنة لحياتنا الطبيعية؛ لأنه دون وعي سنفقد بكل تأكيد مظلة الأمن الصحي والعذائي، والمجتمعي والمؤسسي.

البروتوكول الوقائي أصبح معروفًا، ويشكّل نمطًا لحياتنا خلال هذه الفترة، وهو من البساطة بمكان، بحيث يمكننا التزامه، والحرص عليه بكامل اليقظة من أجل تجنّب العدوى، وهو يشمل في أبسط صوره: وضع الكمامة، التباعد الجسدي، التعقيم وغسل اليدين بالصابون لمدة ٤٠ ثانية، ارتداء القفازات عند التسوق، وغيرها من أشكال التلامس مع الأسطح.

وفي ظل عدم التوصل إلى علاج ناجع أو لقاح فعّال حتى الآن، يعتمد كل العالم هذا البروتوكول الذي يؤسّس لأمن صحي ذاتي يتحقق معه مفهوم التعايش مع الفيروس بأمان، وذلك لا يتوقف على السلامة الشخصية في المنزل أو في حالات الخروج منه، وإنما في مكان العمل أيضًا بصورة رئيسية؛ لأن العودة إلى الحياة تعني ممارسة كل أعمالنا بصوة طبيعية مع التزام الاحترازات والإرشادات الصحية.

وفي مواقع العمل يتم كذلك تطبيق البروتوكول الوقائي بالكامل مع إجراءات إضافية تتعلق بمنظومة أداء الأعمال، ففي حالة الاجتماعات يمكن تنظيمها عن بُعد حرصًا على التباعد، وفي حالة الاجتماعات الطارئة التي يلزم مناقشتها وجهًا لوجه يقتصر الحضور على المعنيين ذوي العلاقة فقط، ولا يستغرق ذلك أكثر من خمس وأربعين دقيقة بالطبع، مع الأخذ بكل الاحترازات.

وفي غرفة الاجتماعات يتم تقليل عدد الحضور بقدر الإمكان مع التهوية اللازمة، كما ينبغي عدم التجمّع في الممرات تلافيًا للالتحام أو التلامس، ويلزم كذلك تقليل الاجتماعات، وأن تقتصر على المعنيين فقط.

وخلاصة القول، ونحن في هذه المرحلة الحرجة صحيًا، يجب أن نعيش ونتعايش مع هذا الفيروس والوباء بكل اليقظة والحذر حتى نعبر بسلام، ومتى أصبحت الاحترازات الصحية جزءًا من سلوكنا ووعينا الذاتي، فذلك كفيل، بإذن الله، بأن يجنّبنا خطر العدوى، ونضيف إلى ذلك الموجّهات النبوية في مثل هذه الحالات بالدعاء والذكر، وترديد «بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم».. ونسأل الله السلامة والعافية للجميع.