أنيسة الشريف مكي

الله معكم يا أشقاءنا في بيروت المنكوبة، ثقوا لن يخذلكم ربكم أبداً، وانتظروا انتقامه فمن مكر بكم فلا يأمن مكر الله «لا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ».

ماذا فعل الأبرياء حتى يستحقوا كل ذلك، جثث وأشلاء، وعالقون تحت الأنقاض ومساكن ركاماً. سيّارات مدمّرة متروكة في الطرق، وجرحى تغطّيهم دماؤهم، وزجاج متناثر في كلّ مكان.

ما ذنبهم؟!

فعلاً فإنّ ما حصل هو كارثة بكلّ المقاييس، نحن معكم قلباً وقالباً وفي هذه الكارثة نترجم حديث سيد البشر (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً).

نحن معكم وإن فرقتنا المسافات، تعازينا لكم ودعواتنا الصادقة ومن الأعماق نرفعها لخالق الأرض والسماء بأن يرحم من انتقلوا إليه وأن يشفي مئات الجرحى.. اللهم الطف بهم.. اللهم ألهم شعب لبنان الصبر والسلوان.

نحن معكم في السراء والضراء، الكل رأى بعينه وسمع، فور وقوع الانفجار في مرفأ بيروت، عصر الثلاثاء، تحرك «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية» في بيروت عبر الجمعيات الطبية، التي يمولها على مجمل الأراضي اللبنانية، انطلقت فرق إسعاف «جمعية سبل السلام» من شمال لبنان إلى بيروت، للمساعدة في نقل الجرحى.

كما انتقل فريق طبي من «مركز الأمل الطبي» في عرسال التابع لمركز الملك سلمان لمواكبة أعمال الإجلاء الطبي، ولتقديم الخدمات الطبية الإسعافية وخدمات الرعاية الصحية الطارئة في بيروت.

كما أعلن «مركز الأمل الطبي» عن قيامه بحملة جمع الدم لتلبية الاحتياج الكبير للمصابين والجرحى في مشافي بيروت.

ولا يُستغرب البيان الرسمي السعودي الذي عبر عن وقوفه التام وتضامنه مع الشعب اللبناني الشقيق ومتابعته باهتمام تداعيات الانفجار فهذه عادة هذه الدولة وقيادتها الحكيمة حفظها الله.

كان التحرك السعودي أصدق وأسرع من غيره، من دول العالم التي أبدت التعاطف مع اللبنانيين شعبا وحكومة، ومد يد العون «متى ما طلبوها».

العنبر رقم ١٢ وما يحتويه من مادة نترات الأمونيوم و٢٧٥٠ طنّاً من مادة نترابين، كل هذا ويقع بين المنازل وفي الأحياء السكنية؟! عجبي إن كانوا يعلمون فتلك مصيبة وإن لم يعلموا فالمصيبة أكبر.

الانفجار قبيل أيام من إصدار محكمة مدعومة من الأمم المتحدة قرارها في محاكمة أربعة أشخاص مشتبه فيهم من حزب الله في تفجير وقع عام ٢٠٠٥ وأدى لاغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري و٢١ شخصًا. ماذا نفهم من هذا الحدث؟!!

بيروت تحترق

حتى رجال الإطفاء لم يسلموا وفُقد عشرة منهم فهل أصبحت أرواح البشر رخيصة لهذه الدرجة، انفجاران أشبه بانفجار هيروشيما ونجازاكي لا حول ولا قوة إلا بالله.

شعب بيروت الحبيب نحن معكم بقلوبنا. ودعاؤنا لن ينقطع فيا فارج الهمّ ويا كاشف الغم فرج همهم ويسر أمرهم، وارحم ضعفهم وقلة حيلتهم، وارزقهم من حيث لا يحتسبون يا رب العالمين.

aneesa_makki@hotmail.com

aneesa_makki@hotmail.com