عبدالله الزبدة

يعتقد طلاب الثانوية العامة في سنة جائحة كورونا بأنهم محظوظون بالطريقة التي أنهت وزارة التعليم بها العام الدراسي، وذلك بنقل جميع الطلاب إلى المستوى الذي يليه، وتركت فرصة للذين يرغبون بتحسين معدلهم التراكمي بتقديم اختبار تحسيني، مع استمرار عملية التعليم عن بعد دون توقف، وكتبت في مقال سابق بهذا الخصوص بأن وزارة التعليم اتخذت القرار الشجاع في الوقت المناسب بالحفاظ على منسوبيها من معلمين وطلاب وطاقم إداري بإنهاء المرحلة التعليمية للعام الدراسي لعام 1441هـ، بشعار «لم يرسب أحد».. ولكن السؤال الآن هل الجامعات مستعدة لقبول أعداد خريجي سنة الجائحة؟

باعتقادي أن هذا الجيل سيواجه أصعب فرصة في ظل كثافة أعداد المتنافسين على المقاعد الدراسية للالتحاق بالجامعات والكليات الحكومية والأهلية، مع أن هناك أشخاصا متفائلين يتوقعون بأن خريجي سنة كورونا سيكونون مميزين ولهم بصمة مختلفة عن كل الدفعات السابقة في المستقبل، بناء على نظرية من يولدون من رحم الأزمات يملكون جلدا أكبر على مكابدة الحياة، وقدرة مرتفعة على تحمل الصعاب وضغوطات الحياة من أجل تحقيق أحلامهم وتقدمهم، ولكن لن نبني مستقبل أبنائنا من خريجي الثانوية العامة على هذه النظرية، بل على الجامعات أن تضع نصب أعينها أن هذه السنة استثنائية وأن تتعامل مع الوضع الحالي بزيادة عدد المتقدمين بحيث يتم استيعاب أكبر عدد ممكن، واستغلال الإمكانيات المتاحة التي أظهرتها جائحة كورونا، بتقسيم الطلاب والطالبات إلى مجموعتين، مجموعة منتظمة في مقاعد الدراسة، والأخرى بالتعليم عن بعد، واستخدام التقنية في عملية التعليم وسد العجز مثلما فعلت وزارة التعليم للمعلمين في المدارس حتى زوال هذا الظرف وتعود الحياة إلى طبيعتها.

ورغم أن أزمة القبول تتكرر كل عام ولكن من غير المعقول أن تكون الجامعات هذه السنة على نفس السنوات السابقة، بمعنى أنها لا تستطيع مواجهة الأزمات.

وهنا نتساءل عن سبب عدم توسع القبول الجامعي، ولماذا لا يزاد عدد الطلاب المقبولين في الجامعات لهذا العام، وجامعاتنا ولله الحمد تحصل على دعم كبير من الدولة، ومن حق أي طالب أن يدرس التخصص الذي يريد إذا كان معدله يؤهله.

نتمنى أن تدرس وزارة التعليم هذه المشكلة لهذا العام الاستثنائي، وأن تجد لها حلا بدلا من تراكم الخريجين وتوسد شهاداتهم، وتزيد همومهم ويطول الانتظار، فبعد عناء الحجر المنزلي واختبارات القدرات والتحصيلي يأتي الهم الأكبر بعدم القبول في الجامعات. وسؤالي هل هذه السنة يوجد شيء مختلف للقبول في الجامعات يتناسب مع الظروف الراهنة وإلا على قول المثل الشعبي (خلك على طمام المرحوم)؟