عبدالرحمن الملحم

لبنان الجريح، لبنان النزيف، لبنان القتيل.

ولكن من يقتل لبنان؟

هذا السؤال موجه إلى حسن نصر الله وهو بالطبع من قتل لبنان.

بيروت الصفاء وبيروت النقاء والهواء العليل والماء السلسبيل، حولها حسن نصر الله إلى بيروت الفجيع.

مرت لبنان بحرب أهلية بدأت عام ١٩٧٥ واستمرت ١٥ عاما. فقدت لبنان شبابها وشيوخها ونساءها. قُتل في هذه الحرب من قُتل وفر منها من فر وهاجر منها من هاجر ونسي لبنان، وكانت وطأة هذه الحرب ثقيلة على الأمة العربية، ولكن للأسف من المتحاربون؟ هم أبناء لبنان وطوائف لبنان وأحزاب لبنان، كل منهم يسعى إلى السلطة على لبنان الجريح، وكانت المساعي لإنهاء هذه الحرب حثيثة من جميع الدول العربية، ولكن الأطراف المتنازعة لم تقبل بإنهاء الحرب حتى يُقتَل كل اللبنانيين، إلى أن قيّض الله لهذه الحرب الدولة الفتّية المملكة العربية السعودية والتي طلبت من الفرقاء اللبنانيين الحضور إلى المملكة لعقد مؤتمر الطائف لإنقاذ لبنان، وكان ذلك في صيف ١٩٨٩ واستمر التشاور بين الفرقاء اللبنانيين أربعين يوما حيث استطاع الملك فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله- أن يجمع الفرقاء ويلم شملهم، حينها اتفق المتحاربون على إنهاء هذه الحرب الأهلية الدامية بعد ١٥ عاما، طحنت الأخضر واليابس وزُهِقت خلالها أرواح حتى رؤساء الجمهورية اللبنانية ذهبوا ضحية هذه الحرب، وقد شكّل هذا المؤتمر نقطة تحول في تاريخ الأمة العربية حيث استطاعت المملكة إنهاء الحرب ووضع السلاح وتسليمه إلى الجيش اللبناني، وبعدها بدأت مسيرة التعمير التي قادتها المملكة لتعود لبنان من جديد في ثوبٍ جديد لتواكب حركة التطور والازدهار بفضل من الله عز وجل ثم المملكة العربية السعودية، إلا أن الفرقاء قد ارتكبوا خطأً جسيماً عند جمع السلاح من جميع الأحزاب ما عدا حزب الله الذي أوهم الجميع بأنه الحارس للبوابة الجنوبية للبنان ضد إسرائيل، ومن هنا بدأ في الظهور أمين حزب الله حسن نصر الله الذي خدع اللبنانيين وأوهمهم بأن حزب الله هو حزب النضال ضد إسرائيل. لم يكن اللبنانيون يعلمون أن هناك خططا في ذهن حسن نصر الله ترمي بلبنان إلى الهلاك، فقام بتطوير ميليشيات حزب الله وقام بتسليح أفراد حزبه ليكونوا العصا الكهربائية ضد اللبنانيين، وظهر حسن نصر الله ليُعلن ولاءه لِإيران وإلى ولاية الفقيه بقوة السلاح والهيمنة الكاملة على مرافق الدولة فقد عطّل الدستور لتعيين رئيس للجمهورية أربع سنوات ولبنان بدون رئيس لكي يفرض إرادته على المجتمع اللبناني.

وبالفعل فرض إرادته ونصّب رئيسا للجمهوريه تحت إمرته وتوجيهاته، فرئيس الجمهورية ورئيس مجلس النوّاب والحكومه مجرّد دُمى يحركهم نصر الله كيف يشاء، ولكن الأمرّ من ذلك حينما سلّم مفاتيح بيروت إلى إيران وملالي إيران لتقع لبنان في قبضة الفرس حالها حال سوريا والعراق.

وبدأ لبنان الجريح ينزف رويداً رويداً، فماتت السياحة وانهار الاستثمار وتوقّف العرب عن السفر إلى لبنان وأُقفلت الفنادق وانهارت العملة اللبنانية وانهار معها لبنان، وفي الوقت نفسه يظهر حسن نصر الله على وسائل الإعلام ليس من لبنان بل من إيران عبر الأقمار الصناعية ويُهدد ويتوعد الدول العربية وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية الدولة الوحيدة التي امتدّت يدها إلى لبنان وأنهت الحرب في لبنان وأعادت العمار إلى لبنان، فهو الآن يشتم السعودية ويتعرّض للقيادة الحكيمة لأنه عبد ذليل يتبع إيران، وفي نفس الوقت يظهر ويتوّعد إسرائيل بأنه سوف يقصِف ميناء حيفاء بصواريخ لبنانية وسيقتل ما يُقارب عشرة آلاف إسرائيلي، وكانت الفاجعة والكارثة على لبنان وشعب لبنان بأن فُجّرت لبنان وقُتلت لبنان على يد حسن نصر الله الذي لم يحرّك ساكناً لما جرى من جرّاء هذه الكارثة الإنسانية.

السؤال الآن يا حسن نصر الله: أين إيران؟ لماذا لم تُرسل مساعدات إلى لبنان؟ ومن سيتحمّل تكلفة ما حصل للبنان وللشعب اللبناني المفجوع على وطنه وعلى اقتصاده؟

فهل سيعي اللبنانيون أن خلاصهم وخلاص لبنان في أن يتم الخلاص من نصر الله ومن إيران.