ترجمة: إسلام فرج

أكدت وكالة «بلومبرغ» الأمريكية أن الانفجار الضخم الذي اندلع في مرفأ بيروت يفاقم المصاعب في بلد يعاني بالفعل من أسوأ أزمة مالية في تاريخه ويكافح لاحتواء تفشي فيروس كورونا.

وبحسب تقرير للوكالة الأمريكية، فإن الانفجار سيترك تداعياته الكارثية على 4 محاور، أولها الاقتصاد.

وتابع التقرير: المرفق الذي تضرر بشدة هو أكبر ميناء في لبنان، وبينما تم اختيار ثاني أكبر ميناء في طرابلس ليكون البديل، تشعر السلطات بالقلق من الطريقة التي ستجلب بها الدولة، المعتمدة على الاستيراد، المواد الغذائية واللوازم الطبية والسلع الأخرى التي تشتد الحاجة إليها.

وأضاف: كان لبنان يكافح بالفعل تحت وطأة الانهيار الاقتصادي، مع انخفاض قيمة الليرة بسرعة وارتفاع سعر الصرف في السوق السوداء؛ مما أدى إلى زيادة التضخم وإغلاق الشركات ووقوع العديد من الناس في براثن البطالة والفقر.

لقد أدى تخفيض قيمة الليرة بنحو 80% مقابل الدولار منذ أغسطس إلى جعل الواردات باهظة الثمن، مما أجبر البنك المركزي على اللجوء إلى احتياطياته لدعم القمح والوقود والأدوية. كما أن نقص الوقود والخبز بات شائعًا.

وأشار التقرير إلى ثاني الجوانب التي سيؤثر عليها الانفجار هي المساعدات الخارجية. وأضاف: بعد التخلف عن سداد سندات اليورو في مارس، شرع لبنان في محادثات مع صندوق النقد الدولي لبرنامج قرض بقيمة 10 مليارات دولار. وتوقفت المفاوضات في الوقت الذي يكافح فيه المسؤولون اللبنانيون للاتفاق على حجم الخسائر في النظام المالي وتنفيذ الإصلاحات الاقتصادية اللازمة لفتح الأموال. وتخشى دول الخليج التي سبق أن وجهت أموالًا للبنان من أن يقع مزيد من المساعدات في أيدي حزب الله المدعوم من إيران.

وقالت فرنسا، التي استضافت مؤتمر المانحين الدولي لعام 2018، والذي أسفر عن تعهّدات بتقديم أكثر من 11 مليار دولار من القروض والمنح للبنان، إن خطة إنقاذ صندوق النقد الدولي هي الخيار الوحيد للبلاد، على الرغم من أنها أعربت عن استعدادها لتقديم المساعدة بعد انفجار المرفأ.

وتوقع التقرير أن يتسبب الانفجار أيضًا في المزيد من الاضطرابات الاجتماعية، موضحًا أن الكارثة هي أسوأ ما يعانيه لبنان منذ عقود، ويشعر المواطنون الذين سئموا بالفعل من سوء الإدارة الحكومية بالغضب من أن الانفجار نجم عن مخبأ لنترات الأمونيوم.

وأضاف: هزت لبنان في أكتوبر نوبة من الاحتجاجات على الصعيد الوطني ضد الفساد وسوء الإدارة الاقتصادية والسياسة الطائفية. على الرغم من أن الاضطرابات قد تراجعت، إلا أن الأزمة الاقتصادية المتنامية وارتفاع الأسعار بشكل حاد أعادا المتظاهرين الغاضبين إلى الشوارع مرة أخرى في يونيو.

وأوضح تقرير الوكالة الأمريكية أن رابع الجوانب التي يترك الانفجار تداعياته عليها هي قدرة البلاد على التعامل مع كارثة ووباء، مع تكدس المستشفيات بمصابي الانفجار.

وتابع يقول: مستشفيات بيروت غارقة، وبعضها تضرر بشدة في الانفجار. ويعالج بعض المرضى في مواقف السيارات، وقال وزير الصحة إنه يجري إنشاء المستشفيات الميدانية. لأكثر من عام، حذر الممارسون الطبيون من أن فشل الحكومة في سداد الأموال التي تدين بها للمستشفيات يعرض الصحة العامة للخطر، وأن تفشي الفيروس يزيد الأمور سوءًا.

المستشفيات العامة لديها قدرة محدودة على العناية المركزة واضطرت في بعض الأحيان إلى إيقاف تشغيل تكييف الهواء وتأخير العمليات الجراحية بسبب نقص الوقود.