عبدالرحمن الملحم

القريب من الدوائر السياسية يشعر بأن هناك تغيرا كبيرا من الدول العظمى تجاه إيران، فمن الملاحظ أنه وخلال شهرين ماضيين شهدت إيران أكثر من ثلاثين انفجارا داخل منشآت حيوية دون أن تتحدث وسائل الإعلام الإيرانية عن هذه الانفجارات، ودون أن تحرك إيران ساكنا تجاه هذه الانفجارات والتي تعلم أنها من إسرائيل، كما أن من الملاحظ أن الدول العظمى التي دائما تقف وراء إيران لكن في الخفاء وتدعمها سرا لم تبد أي تعاطف مع إيران، في الوقت الذي أعطت دول عظمى الضوء الأخضر لتركيا لدخول ليبيا، والمشهد يعيد نفسه كما سلمت الولايات المتحدة العراق عن طريق بريمر الذي سلم مفاتيح العراق لإيران ومن ثم سوريا ولبنان وهكذا، لكن يبدو ومثلما كان تاريخ إنتاج الثورة الخمينية عام ١٩٧٩ يبدو أن تاريخ صلاحية هذه الثورة قد أوشك على الانتهاء وبدأت إحدى الدول العظمى تعطي أردوغان الصلاحيات بدخول ليبيا بعد أن توغل في قطر، ولكن من المستغرب أن تركيا تريد أن يكون لها حظ وافر في العراق، علما بأن إيران تضع يدها حيث بدأت بتجفيف نهر الفرات، ولكن ما تقوم به تركيا من تدخلات واستفزازات ومع الدعم الدولي لها لن يؤهلها هذه المرة للتواجد بشكل محتل كما فعلت إيران، فالآن المعادلة صعبة على أردوغان مهما كان مدعوما دوليا وإلا ستكون مواجهة عسكرية كبيرة بين تركيا ومصر التي تقف معها دول خليجية لا يستهان بها عسكريا، ومن المؤكد أن تكون معها دول عربية أخرى ولكن يبقى السؤال هل الدول الكبرى ستبرز الكرت الأحمر في وجه إيران إيذانا بانتهاء الثورة الخمينية.