صفاء قره محمد - بيروت

معلومات متضاربة.. استهداف سفينة إيرانية.. وانفجار مستودع بالميناء

بيروت باتت مدينة منكوبة أبنية مدمرة وعشرات القتلى فيما أصيب الآلاف في انفجار ضخم ضرب العاصمة اللبنانية بيروت أمس، وذكرت مصادر مطلعة أن قصفا إسرائيليا استهدف مستودعات أسلحة لحزب الله داخل ميناء بيروت، وسفينة إيرانية رست أول أمس في ميناء بيروت بحسب ما أكدت تلك المصادر.

وضرب الانفجارالضخم الذي تبعه انفجار آخر كبير معظم أحياء بيروت وحطم زجاج النوافذ، من غير المعروف حجم الدمار، لكن بحسب تقديرات أولية أن المرفأ دمر بشكل كبير خاصة المستودع رقم 12 الذي تؤكد بعض المصادر أنه يحتوي على أسلحه وذخائر لحزب الله.

ونقلت مصادر إعلامية عن محافظ بيروت مروان عبود أن «ما حدث أشبه بتفجير هيروشيما ونكازاكي». وأضاف المحافظ: «فقدنا فريق إطفاء ولا ندري أين هم عناصره».

عدد الإصابات بالآلاف فيما سقط 25 قتيلا بحسب ما أعلن وزير الصحة حمد حسن في وقت متأخر من مساء أمس، مصادر ذكرت أن أعداد الإصابات كبيرة ربما تتجاوز المئات، وأن فرق الإطفاء والإسعاف والدفاع المدني وقوى الأمن توجهت إلى المنطقة لإسعاف المصابين.

تضارب معلومات

تضاربت المعلومات حول سبب الانفجار حتى مساء أمس، فيما أكدت مصادر أمنية لبنانية أن الانفجار وقع في مستودع يحتوي على مواد شديدة الانفجار، فيما لا تزال مصادر تقول إن الانفجار وقع نتيجة قصف جوي إسرائيلي وإن مواطنين لبنانيين أكدوا وجود طائرات إسرائيلية في الأجواء وقت حدوث الانفجار الأول.

وتتحدث مصادر أمنية عن وجود خمسين طناً من نيترات الأمونيا أفرِغت من على متن باخرة منذ نحو عشر سنوات في مرفأ بيروت بذريعة إصابتها بعطل. وكان يفترض بهذه الباخرة العودة لأخذ المواد المضبوطة، لكنها لم تعد لأسباب مجهولة. وهناك محاضر ضبط لهذه المواد.

وزير الداخيلة محمد فهمي خلال تفقده مرفأ بيروت برفقة دياب قال: يجب انتظار التحقيقات لمعرفة سبب الانفجار، ولكن المعلومات الأولية تشير إلى مواد شديدة الانفجار تمت مصادرتها منذ سنوات انفجرت في العنبر رقم 12.

مواد متفجرة

تحدثت مصادر إعلامية عن انفجار كبير في ميناء بيروت، تبعه انفجار أضخم. وتأكد في وقت لاحق أن ما حدث في الميناء عبارة عن انفجارين متتاليين.

وحمل لبنانيون المسؤولية للسلطة اللبنانية عن الانفجار سواء كان قصفا إسرائيليا لسفينة إيرانية أم مستودع أسلحة أم انفجار نترات الأمنيوم.وأشارت معلومات أولية إلى أن الانفجار ناجم عن مادة «تي. إن. تي» فيما أكدت مصادر أن المادة هي نترات الأمونيوم شديدة الانفجار خزنها حزب الله في أحد المستودعات في ميناء بيروت، التي وصلت إلى المرفأ بعد فتحه، لإغلاقه 5 أيام بسبب فيروس كوورنا.

وأكدت المتحدثة باسم البنتاغون كوماندر جيسيكا ماك نولتي على مراقبة تطورات الانفجار في بيروت، مشيرة إلى أن من المبكر التعليق. وقالت القيادة الوسطى الأمريكية: «قلقون حيال وقوع خسائر بشرية كبيرة في انفجار بيروت ونتابع التقارير».

فيما قال مصدر مقرّب من «حزب الله» لقناة تلفزيونية إنه «لا صحة لكل ما يتمّ تداوله عن ضربة إسرائيلية استهدفت أسلحة تابعة للحزب في مرفأ بيروت».

مئات المصابين

وعلمت «اليوم» أن الأضرار طالت معظم أحياء بيروت والبيوت السكنية والمحلات التجارية والسيارات، وأن مئات المدنيين أصيبوا في منازلهم جراء تحطم النوافذ، والمشاهد التي يتم تناقلها عبر الوسائل الإعلامية ومواقع التواصل الإعلامي تؤكد أن بيروت باتت مدينة منكوبة، وأن العديد من المستشفيات لم تعد تستطيع استقبال المصابين وأن الكثير من حالات الجرحى خطرة.

وقالت مصادر قريبة من المنطقة إن العديد من المباني داخل المرفأ والمناطق المحيطة به تدمرت بشكل كامل، ولا يعرف مصير الموجودين فيها حتى مساء أمس.

وأعلن وزير الصحة اللبناني حمد حسن قوله إن «حجم الأضرار كبير وأعداد الإصابات مرتفعة جدا» جراء الانفجار الذي وقع في وسط العاصمة بيروت.

وأعلن رئيس الصليب الأحمر اللبناني: نقل المئات إلى المستشفيات للعلاج بعد انفجار بيروت، وآخرون لا يزالون محاصرين في بيوتهم.

الرئيس عون

من جهته دعا الرئيس ميشيل عون المجلس الأعلى للدفاع لاجتماع طارئ الليلة، الثلاثاء، في قصر بعبدا لبحث الانفجار.

وأعطى الرئيس عون توجيهات إلى كل القوى المسلحة بالعمل على معالجة تداعيات الانفجار الكبير، وتسيير دوريات في الأحياء المنكوبة من العاصمة والضواحي لضبط الأمن، وكذلك تقديم الإسعافات إلى الجرحى والمصابين على نفقة وزارة الصحة، وتأمين الإيواء للعائلات التي تشردت نتيجة الأضرار الهائلة التي لحقت بالممتلكات.

مثير للسخرية

سخر العديد من المراقبين والمواطنين مما أعلنته وسائل إعلامية محسوبة على قيادات عليا في الدولة عن سبب الحادث أنه ناتج عن مفرقعات مخزنة ضمن مستودع، وكذلك سخر مدير الأمن العام اللواء عباس إبراهيم الذي تفقد مكان الانفجار في مرفأ بيروت، وقال: «الكلام عن مفرقعات مثير للسخرية». وقال: «ننتظر التحقيقات ليتبين ما حصل، ويبدو أن الانفجار وقع في مخزن لمواد شديدة الانفجار مصادرة من سنوات». وأكّد أن «الأجهزة الأمنية تحدد طبيعة ما حصل».

كما تفقد محافظ بيروت مروان عبود مكان وقوع الانفجارفي المرفأ، كاشفاً عن فقدان الاتصال بعناصر من فوج أطفاء بيروت كانوا توجهوا إلى المكان لإخماد الحريق. وأشار إلى أن «بيروت منكوبة وهناك دمار كبير وما حصل غير مسبوق».

حداد وطني

وأعلن رئيس الحكومة الدكتور حسان دياب اليوم (الأربعاء) يوم حداد وطني على ضحايا الانفجار.

من جهته قال محافظ بيروت القاضي مروان عبود خلال تفقده مكان الانفجار في المرفأ «إن معالم مرفأ بيروت اختفت إلى حد كبير نتيجة الانفجار وهناك أضرار جسيمة في وسط بيروت كما أن وضع المستشفيات في بيروت صعب».

وتحدث محافظ بيروت عن فقدان عشرة عناصر من فوج إطفاء بيروت.

وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية أن الانفجار تسبب أيضا في أضرار كبيرة في المباني والسيارات في الكرنتينا والأشرفية والحمراء والمناطق المحيطة بمكان الانفجار، كما تضرر مبنى شركة كهرباء لبنان.

وتعمل فرق الصليب الأحمر على إسعاف المصابين ونقلهم إلى المستشفيات.

محكمة الحريري

وأتى الحادث عشية صدور الحكم بحق المتهمين باغتيار الرئيس الشهيد رفيق الحرير قبل 15 عاما حيث من المقرر أن يصدر القضاة في المحكمة الخاصة بلبنان حكمهم بعد غد الجمعة في القضية التي يُحاكم فيها أربعة متهمين ينتمون إلى حزب الله ويحاكمون غيابيا هم سليم جميل عياش وحسن حبيب مرعي وأسد حسن صبرا وحسين حسن عنيسي، ووجهت المحكمة الدولية لهؤلاء الأربعة تهم التآمر لارتكاب عمل إرهابي في حين وُجهت لعياش اتهامات بارتكاب عمل إرهابي وبالقتل والشروع في القتل.