مشعل أبا الودع

تتعرض قطر لأزمات اقتصادية متلاحقة أثّرت بشكل كبير على الاقتصاد القطري، واتخذت إجراءات قاسية، لكنها تفشل، ولم تعُد قادرة على مقاومة الإجراءات التي اتخذتها الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، والتي أوجعتها خلال السنوات الثلاث الماضية، وأدت بها إلى أنها تريد الخروج من المأزق، لكنها تورّطت مع تركيا، وإيران، وجماعة الإخوان الإرهابية، ولا تعرف طريق الخروج إلى النجاة، ولذلك هي تجدد كل فترة عدة جُمل لا تتغيّر بنفس السياق، وتستخدم ألفاظًا مطاطة لا تؤدي في النهاية إلى أية حلول حقيقية؛ لأنها تخشى من التقارب مع الدول الداعية لمكافحة الإرهاب في ظل احتلال فارسي، وتركي، وإخواني لأراضيها.

قطر خلال سنوات، فقدت كيانات اقتصادية كانت تُدِرّ لها دخلًا كبيرًا بالعملة الصعبة، واليوم هذه الكيانات على وشك الإفلاس؛ لأنها لم تعُد قادرة على مواجهة الإجراءات التي تمّ اتخاذها من قِبل الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، ومن هذه الكيانات الشركة القطرية للطيران، والتي فقدت أسواقًا في دول عربية، وخليجية كبرى، وتراجع عدد مسافريها حول العالم، خاصة بعد افتضاح أمر قطر أمام العالم في دعم الإرهاب، واستخدامها شركة الطيران في نقل الإرهابيين والأسلحة إلى بؤر الصراع في عدد من الدول التي توجد بها صراعات وحروب.

تعاني قطر من أزمة سيولة مالية كبرى، وازدادت بعد أزمة كورونا، وهذه الأزمة أثّرت على التزامات قطر الداخلية، والخارجية، وجعلتها غير قادرة على الوفاء بالتزاماتها المالية، وأدى ذلك إلى ارتفاع التضخم بنسبة كبيرة، واختفت من الأسواق القطرية السلع، والأدوية الهامة، ولذلك تبحث عن حل حقيقي للخروج من أزمتها، وهو ما جعلها تصدر بيانًا نشرته وكالة الأنباء القطرية تجدد تمسّكها بالحل مع الدول الداعية لمكافحة الإرهاب بالسبل السلمية، والدبلوماسية عبر الوساطة، والحوار البنَّاء غير المشروط، وأكدت قطر في بيانها أن ما تواجهه منذ ٣ سنوات غير قانوني، ويتناقض مع ميثاق الأمم المتحدة، ومبادئ القانون الدولي، والاتفاقيات، والمواثيق الدولية.

قطر تتحدث عن خرق الدول الداعية لمكافحة الإرهاب للقانون الدولي، والأمم المتحدة، وهي التي تدعم الإرهاب، وتدفع أموال الشعب القطري للإرهابيين، وتمدهم بالسلاح، وتستخدم شركة الطيران لنقل الإرهابيين، وهذه الأفعال الصبيانية لا تراها قطر خرقًا للقانون الدولي ولا تهدد الأمن، والسلم الدوليين.

من وجهة نظري أن بيان قطر عبثي، ولا يمت لأي نية حقيقية لقطر للحل، وما زالت الآلة الإعلامية القطرية تروّج الأكاذيب، والشائعات، وتهاجم الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، لكنها تعلم أن ذلك كله لن يؤثر على الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، وهي المتضرر الوحيد، بل هذه الدول نجحت في محاصرة الدعم القطري للإرهاب، وتراجعت العمليات الإرهابية في المنطقة العربية؛ بسبب إجراءات الدول الداعية لمكافحة الإرهاب ضد قطر، لكن الحل بسيط، وهو أن توافق قطر على شروط الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، وتتخلى عن دعم الإرهاب، وتُسلِّم المطلوبين أمنيًا إلى دولهم، وتتخلى عن علاقتها مع تركيا، وإيران، وبلا شك الحل في الرياض.

قطر تخوض معارك فاشلة في محاكم دولية تتعلق بالتجارة، والاستثمار، ولن تحصل على دولار واحد لتعويض خسائرها، والطريق واضح، وأقصر مما تحاول قطر البحث عنه في أروقة المحاكم الدولية؛ لأن الحل في الخليج، وفي الرياض، ولا عزاء لنظام الحمدين.

alharby0111@