عبدالرحمن السليمان يكتب:

استبشرت الساحة الفنية السبت الماضي بخبر موافقة المقام السامي على مقترح سمو ولي العهد -حفظه الله- بأن يقتصر تجميل مقار الجهات الحكومية على أعمال الفنانين السعوديين، وهذه الخطوة التي أسعدت الوسط الفني عامة تعني أننا أمام إحدى الإضافات الهامة التي يوليها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان اهتماما كبيرا وشخصيا، فقد شاهدنا قبل ذلك أعمال فنانين سعوديين في مكتب سموه الكريم، وكذا الدور الكبير الذي يقوم به معهد مسك للفنون وهو يرسخ لتقليد سنوي يقيم فيه مهرجانا فنيا كبيرا يشترك فيه عدد كبير من الفنانين والفنانات السعوديين، ويستقطب من خارج المملكة مشاركين في سمبوزيوم للنحت له صفة دولية، مثل هذه القرارات والجهود والتوجيهات الكريمة، بلا شك منعطفات هامة في مسيرتنا الفنية، وتعد دعما للفنان والفنانة السعوديين، وتحولاتنا الفنية من الجانب الإداري تتمثل في كثير من الأوجه التي تقدم فنوننا لمجتمعنا وللخارج في صورة الفنان المبدع القادر على مواكبة المستجدات والتحولات الفنية التي يشهدها العالم محافظين على هويتنا وأصالتنا. بقي على الجهات غير الحكومية من الشركات الكبرى والبنوك والمؤسسات أن يندرج عليها هذا القرار، وأن ترصد والجهات الحكومية لاقتناء الأعمال الفنية الميزانيات المناسبة التي تنوع في الاختيار والأسماء والأجيال، وقد تواجه الجهات كما تساءل بعض الأخوة القدرة على اقتناء أعمال فنانين رواد لاختلاف قيمة أعمالهم تاريخيا، بالتالي لا بد أن توضع أهداف تجعل العمل الفني ذا قيمة استثمارية على المدى البعيد وليس فقط كقطعة فنية تجمل المبنى، وأنا هنا لا أميل إلى أن ننعت أعمالنا بالتجميل بقدر ما يكون ثقافة ومعرفة وتغذية بصرية تضيف للمشاهد وللزائر. الخطوة هامة وعظيمة وأرجو أن تنفذ بما يرسخ قيمة الفن والعمل الفني وأنه معرفة وثقافة وشخصية لها انتماؤها وجذورها.

solimanart@gmail.com