أمجاد سند - الدمام

أكد أستاذ التخطيط الإستراتيجي وإدارة الأزمات د. طامي فهيد، أن العالم لم يشهد طوال الـ100 عام السابقة مثل هذه الأزمات والتحديات الحالية، مشيرا إلى أن قرابة الـ3 مليارات نسمة على كوكب الأرض في الحجر المنزلي الإجباري.

وأضاف لـ«اليوم»، إن مفاصل الحياة الاجتماعية، الصحية والتعليمية في حالة أشبه بالشلل الطوعي، إضافة لكوننا أمام حدود أغلقت ومؤسسات حكومية وخاصة تقلصت، بجانب أن هناك قرابة 180 دولة حول العالم أجبرت على اتخاذ قرارات قاسية، كما أن الاقتصاد العالمي يمر بمنحنى قد يكون الأخطر على مر التاريخ الإنساني الحديث، وهنا سوف نصل إلى الحقيقة المؤلمة هي أننا أمام أزمة عالمية مركبة شكلتها جائحة كورونا لنا.

وبين «فهيد»، أن كل ذلك يضع المجتمعات أمام تحد كبير، يحتاج منا أعلى درجات الوعي والانضباط المجتمعي، مشيرا إلى أن دور الأسرة بهذه الجائحة «مركزي»، من خلال التقيد بالإجراءات والتعليمات الصادرة من الجهات المعنية، إضافة إلى التقيد بالهدف الجماعي والذي يتمثل في سلامة الجميع، كما أن دور رب الأسرة هام لضبط إيقاع العائلة، ورفع معدل الوعي لديها.

وأكد أهمية إدارة الأزمات -ذات الطابع الشمولي- وتعزيز الأمن النفسي والأسري، خصوصا في المراحل التي تشهد جنوحا شرسا للأزمة، من خلال الجلسات الحوارية، والحد من تعرض أفراد الأسرة للأخبار بشكل دائم والحذر من الشائعات، وتعزيز النظرة التفاؤلية لديهم من خلال الحقائق والأرقام تارة، وإيضاح ما تقوم به الدولة من جهود تارة أخرى، فضلا عن تعزيز البعد الديني لضبط الحالة الشعورية والنفسية.

وبين أستاذ التخطيط، أن إدارة الأزمات تختلف وتتباين بين مشكلة وأخرى، وفي الأزمات الوبائية فإننا أمام 3 مراحل: ما قبل الأزمة، والاستجابة، وما بعد الأزمة، وفي المرحلة الأولى يتوجب تقييم المخاطر كخطوة أولى؛ للتأهب من خلال مؤشرات الرصد التي تكون عادة من خلال التقارير الواردة من الجهات ذات الصلة، أما مرحلة الاستجابة، فهي مرحلة تنفيذ خطط الطوارئ من خلال مركز عمليات الأزمة المرتبطة بأجهزة الدولة المختلفة؛ لمتابعة وتنفيذ الخطط، ثم مرحلة ما بعد الأزمة التي تتطلب الحرص على التعلم من خلال تحديد المخزون المعرفي والعلمي وتقييم التجربة، بالإضافة إلى تقييم التجربة وتطوير الأداء وخطط الطوارئ.

مبدأ التوازن

وتابع «فهيد»: إن المملكة مرت بالعديد من الأزمات على مر تاريخها المعاصر، تعاملت معها القيادة الرشيدة بمهنية عالية وحكمة، كحمى الضنك وحرب الخليج، وأخرى، والأزمة الاقتصادية العالمية 2008، ولا شك أن المعادلة الصعبة لتجربة المملكة بجميع الأزمات هي «مبدأ التوازن» وهذا ما شاهدناه في أزمة كورونا.

وأضاف: إننا أمام جائحة ذات طابع شرس وهذا قد يجعلنا أمام مفاجآت ضخمة وغير سارة في حال عدم التزامنا وتقيدنا بالتعليمات الواردة من الجهات المعنية.