محمد السليمان - الخبر

متخصصون: إنفاق ريال على الكشف المبكر يوفر 7 أضعاف

طالب مهتمون بذوي الإعاقة، بضرورة التشخيص المبكر لأطفال «التوحد» منذ ظهور الأعراض أو المؤشرات الأولية، مؤكدين نقص مراكز الفحص المتخصصة للكشف المبكر عن المرض على مستوى المملكة ما يزيد الفجوة ويرفع عدد المرضى.

وحذروا أولياء الأمور من أن «إغلاق الأبواب» على المعاقين ليس هو الحل بل يضاعف المشكلة، وعليهم مجابهة هذه الأمراض والإعلان عنها لإيجاد الحلول العلاجية المناسبة.

مزيج أسباب

وقال المتخصص بأحد مراكز ذوي الإعاقة بجدة د. واصف كابلي، خلال مشاركته في ديوانية الأطباء في لقاء بعنوان «التوحد والتدخل الوقائي المبكر للإعاقة»، إن الكشف المبكر على أطفال التوحد يساهم في حل هذه المعضلة التي تواجه الأسرة، مشيرا إلى أن أسباب التوحد غير معروفة، ويعتبرها البعض مزيجا من أمراض وراثية أو طبيعية أو حوادث اجتماعية ونفسية «كآبة، وفاة عزيز، خسارة مالية» مرت بها الأم أثناء الحمل، بالإضافة إلى عوامل أخرى كتعرضها في حياتها الزوجية لعنف أسرى وإساءة لشعورها أو إحساسها أثناء الحمل، وتدخل بموجبه في حالة كآبة وحزن وألم نفسي قد يحرم الطفل من بعض الإنزيمات المغذية التي تنعكس على الجنين بالتوحد.

بحث مجتمعي

واستطرد د. كابلي: فيما يرى البعض من المتخصصين أن التوحد هو نتيجة حتمية لبعض العوامل المساندة أثناء الحمل مثل «التدخين، شرب المسكرات، أدوية بدون وصفة طبية، بعض التطعيمات الثلاثية التي تؤخذ مرة واحدة»، وهناك إعاقات يكون سببها طريقة التوليد أو نقص الأوكسجين في المستشفيات، وأحيانا يكون هناك مشاكل في القوقعة تحرم الرضيع من التواصل.

وطالب، بإجراء بحث مجتمعي يشرف عليه عدد من الأطباء في الجامعات ومراكز البحث العلمي، بهدف التحقق من سبب مرض التوحد أثناء الحمل، مضيفا: قد نتمكن من معرفه السبب وبالتالي تحديد المصل أو العلاج المناسب، إضافة إلى ضرورة الاهتمام بتطوير المهارات المهنية والرياضية والاجتماعية والحياتية لمرضى التوحد والتخلف العقلي ومتلازمة داون لمن تجاوز سنهم ١٢ عاما.

تزايد الإصابة

وكشف استشاري الطب النفسي للأطفال والمراهقين ومدير مركز عبداللطيف الفوزان للتوحد بالخبر د. تركي البطي، أن نسبة الأطفال المصابين بالتوحد بالمملكة -بحسب دراسة أجريت حديثا وسوف تنشر نتائجها قريبا- تتراوح بين 1.5-2%، موضحا أنها نسبة قريبة من النسبة العالمية.

وأشار إلى أن الدراسات الحديثة العالمية أظهرت تزايد نسبة الإصابة باضطراب طيف التوحد بشكل مطرد خلال الـ 15 سنة الماضية، حيث زاد العدد من ١ لكل ١٦٦ طفلا في عام ٢٠٠٤ ليصل إلى ١ لكل ٥٤ طفلا في عام ٢٠٢٠م.

الكشف المبكر

وأكد د. البطي، أن الكشف المبكر على الأطفال الذين يتم تشخيصهم بالتوحد سيوفر على الدولة مبالغ كبيرة إذ يوفر كل ريال يصرف على الكشف المبكر سبعة ريالات قبل وصول الطفل إلى سن الخامسة، موضحا أن أعراض التوحد تظهر في العامين الأولين من عمر الطفل، إذ تصبح هناك صعوبة في التواصل مع الآخرين، والذي من المفترض أن يبدأ هذا التواصل من عمر ستة أشهر إلى سنة ونصف السنة.

وأضاف أن أي تأخر في ذلك سيؤدي إلى تأخر في الكلام والإدراك (قصور إدراكي)، مشيرا إلى أن أفضل بيئة لتطوير طفل التوحد هي المدرسة مع تكييف المنهج الأكاديمي بما يتلاءم مع قدرات الطفل التوحدي.

نموذج شفاء

وسلطت أم يوسف، والدة أحد الأطفال المصابين بالتوحد، الضوء على معاناتها مع ابنها ذي الأعوام الخمسة، موضحة أنه بفضل اهتمامها ودراستها وتركيزها على هذا المرض منذ السنة ونصف السنة الأولى بعد ملاحظته على ابنها، تم علاج الابن وأصبح بشكل أفضل.

وطالبت الأم بضرورة التشخيص المبكر لأطفال التوحد والتدخل المبكر، وأن يكون هناك برامج وورش تدريبية للأمهات للتعامل مع حالات أبنائهن وفي مجال التدخل المبكر، إلى جانب دورات تدريبية للمعلمين والمعلمات في المراكز بأحدث الطرق التعليمية ليطوروا أنفسهم والاستفادة من تجارب جميع الدول.