حسام أبو العلا - القاهرة

الاتحاد الأوروبي يطالب بخفض التصعيد حول «سرت والجفرة»

يتواصل الحشد العسكري حول سرت من قبل ميليشيات ومرتزقة حكومة الوفاق المدعومة من تركيا، وفي المقابل يعزز الجيش الوطني دفاعاته وقواته أيضًا في مدينتي سرت والجفرة، وفي الوقت نفسه لا تزال حكومة أردوغان ترسل المزيد من المرتزقة رغم تحذيرات المعارضة التركية لأردوغان من هزيمة في ليبيا.

وجدّد المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن، أمس الجمعة، مخاوف أنقرة من مواجهة القاهرة، وقال إن إرسال قوات مصرية إلى ليبيا سيكون مغامرة عسكرية خطيرة. وكشفت تصريحات قالن أيضًا عمق الخلافات مع باريس؛ إذ قال إن الدعم الذي تقدمه فرنسا لقائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر يهدد أمن جنوب حلف شمال الأطلسي «الناتو»، وزعم أن الوجود التركي في ليبيا يستند إلى شرعية حكومة الوفاق.

رعب النظام

يرى الدبلوماسي الليبي د. رمضان البحباح، أن التصريحات المتكررة من المسؤولين الأتراك بشأن عدم رغبتهم في خوض حرب مع مصر تعكس الرعب الذي يعيشه نظام الرئيس التركي أردوغان؛ خشية تلقي جيشه هزيمة أمام نظيره المصري على الأراضي الليبية؛ ما قد يفقد أردوغان منصبه.

ورفض البحباح في تصريحه لـ«اليوم» المقارنة بين تدخل كل من مصر وتركيا في الشأن الليبي، وقال: تركيا عضو في حلف الناتو الذي من خلاله احتل العراق وسوريا وليبيا، ولا يمكن مقارنتها بمصر الدولة التي أسست الجامعة العربية ومنظمة عدم الانحياز، ودعمت كافة حركات التحرر العربي، وواجهت إسرائيل في حروب مباشرة. وأضاف: أجدادنا لجأوا إلى مصر عندما احتلت إيطاليا بلادنا، وعندما احتل الناتو ليبيا في 2011 كانت أول مَن احتضنت أبناء الشعب الليبي، ولم يكتب التاريخ أن مصر دولة محتلة أو غازية، بل ألهبت مشاعر العرب في التحرر ومواجهة الاستعمار والصهيونية، بينما الأتراك قتلوا أجدادنا وسلّموا بلادنا إلى إيطاليا على طبق من ذهب.

موقف أوروبي

طالب الممثل الأعلى للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل خلال اتصاله مع رئيس حكومة الوفاق فائز السراج، مساء الخميس، بخفض التصعيد حول «سرت والجفرة»، وأكد أن الأولويات المشتركة حاليًا للأوروبيين والليبيين تتمثل في التوصل إلى وقف إطلاق نار حقيقي، واستئناف عاجل لإنتاج النفط.

وأشار بوريل في تغريدة على «تويتر» إلى أهمية العمل في إطار عملية برلين لإنهاء الصراع، وعلى جميع الأطراف الالتزام بإنقاذ وحدة ليبيا.

وكانت الأمين العام لإدارة العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي، هيلغا شميت طالبت أيضًا بإعطاء الأولوية لخفض التصعيد ووقف إطلاق النار واستئناف إنتاج النفط في ليبيا.

وأشارت شميت التي ترأست الجانب الأوروبي في الاجتماع الرابع للجنة المتابعة الدولية، المنبثقة عن مؤتمر برلين بشأن الأزمة الليبية، والذي عُقد مساء «الخميس» عبر تقنية الفيديو كونفرانس إلى أن اللقاء جاء في التوقيت المناسب، والجميع أظهر تصميمًا على إنهاء الصراع في ليبيا من خلال عملية سياسية.

حوار سياسي

من جانبه، قال الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية حسام زكي، إن الاجتماع استعرض نتائج اجتماعات مجموعات العمل المنبثقة عن اللجنة، وآخر المستجدات السياسية والاقتصادية والعسكرية وفي مجال حقوق الإنسان بليبيا، إضافة إلى تشجيع عمل اللجنة العسكرية (٥+٥) للوصول إلى ترتيبات مقبولة بشأن وقف إطلاق النار، وكذلك مناقشة السبل الممكنة لدعم استئناف الحوار السياسي «الليبي - الليبي» تحت إشراف بعثة الأمم المتحدة في ليبيا.