أحوال تركية

شراكة مع داعش وحدود ومطارات ومعابر تركيا مفتوحة للإرهابيين

وجدت تركيا في الأزمة السورية منذ بدايتها في مارس 2011 فرصة سانحة لها للتدخّل في الشؤون السورية، واستغلال الاحتجاجات الشعبيّة التي اندلعت في سوريا لصالحها، وعملت على التغلغل في الداخل السوري، بالموازاة مع فتحها الحدود للنازحين السوريين، وللمعارضة السورية بشقّيها العسكري والمدني، وبخاصّة المعارضة ذات التوجّه الإخواني والسلفي والمتشدّد الذي قامت بتصديره كواجهة للمعارضة السورية.

بؤرة إرهابية

وبحسب تقرير نشره موقع أحوال التركي فإن تركيا دخلت بثقلها كلّه إلى جانب الميليشيات المتشدّدة، ودعمت جماعات إسلامية متطرفة مصنّفة على لائحة الإرهاب، كجبهة النصرة التي تعدّ فرعاً لتنظيم القاعدة الإرهابي في سوريا، والتي كانت تأتمر بالأوامر التركية، وتستمدّ الدعم والمساندة المادية والإعلامية منها، وتحارب إلى جانبها، وبالنيابة عنها في إدلب ومناطق سورية أخرى.

واشتغلت السلطة التركية على تمكين الجماعات الإرهابية وتمويلها بالأسلحة وتسهيل دخولها من وإلى سوريا عبر الحدود التركية، وعملت على تحويل إدلب إلى منطقة إرهابية بإشراف المخابرات التركية، التي كانت ولا تزال تعيث فساداً في المنطقة.

وسعت مخابرات أردوغان منذ سنوات إلى تحويل محافظة إدلب لبؤرة إرهابية تسيطر عليها تحت ذريعة مواجهة الأكراد، واستغلّتها من أجل المحافظة على نفوذها في سوريا، والتغلغل من خلالها إلى العمق السوري، وتهديد أمن المحافظات الأخرى القريبة منها، كحلب واللاذقية وحمص وحماة.

تسهيلات للإرهابيين

ويقول تقرير أحوال: إن تركيا فتحت حدودها للإرهابيين من مختلف أصقاع الأرض، فتحت مطاراتها ومعابرها لإدخالهم إلى سوريا، للقتال باسم الجهاد إلى جانب تنظيم داعش والنصرة، وكانت لها غايات أخرى توضّحت لاحقاً حين استغلّت أولئك المقاتلين الجهاديين للضغط على بلدانهم، لاسيما مَنْ كان منهم من حملة الجنسيات الأوروبيّة.

كما عملت على نهب الموارد الطبيعية السورية مثل النفط وسرقة حصة سوريا من مياه نهر الفرات بإقامة سدود ستتسبب في كارثة إنسانية بحق السوريين.

وزعم أردوغان بأنّ بلاده لا تهتم بالنفط السوري، وأنها تحرص على الإنسان في سوريا، ما عكس استياءه وغيظه من فقدان مصدر من مصادر تمويل الإرهاب بالنسبة له. وفي هذا السياق، قال إن بلاده الدولة الوحيدة التي حينما تنظر إلى سوريا، ترى الإنسان وليس النفط. وزعم كذلك بأنّه عندما تنظر إلى سوريا، فتركيا الدولة الوحيدة التي ترى الإنسان وروابط الأخوة وليس النفط أو النفوذ.

أطماع أردوغان

ويوضح التقرير أن تصريحات للرئيس أردوغان كشفت عن أطماعه في النفط السوري، وفضحت مزاعمه بالحرص على السوريين، وعلى وحدة الأراضي السورية، وذلك حين أعلن أنّه طلب من نظيره الروسي فلاديمير بوتين التشارك في إدارة حقول النفط في محافظة دير الزور بشرق سوريا بدلا من القوات، التي يقودها الأكراد التي تسيطر على الحقول.

وقال أردوغان حينها «عرضت على السيد بوتين أنه إذا قدم الدعم الاقتصادي فبإمكاننا عمل البنية ومن خلال النفط المستخرج هنا، يمكننا مساعدة سوريا المدمرة في الوقوف على قدميها». وأضاف أردوغان «بدلا من الإرهابيين الذين يستفيدون هنا، ستكون لدينا الفرصة لإعادة بناء سوريا من عائدات هذا (النفط). سيكون من شأن هذا أيضا إظهار مَنْ الذي يسعى لحماية وحدة سوريا ومَنْ الذي يسعى للاستحواذ عليها».

حقول النفط

ويضيف التقرير إنّ احتياطي النفط في سوريا يشكل نحو ملياري برميل، ويتركز في الجزء الأكبر منه في محافظة دير الزور (شرق) التي يتحدث عنها أردوغان. وتتركز معظم الحقول النفطية المعلن عنها بالقرب من الحدود مع العراق ومع تركيا.

وتضم محافظة دير الزور أضخم الحقول النفطية بالبلاد، تليها الحسكة، ويعد حقل العمر أكبر حقول البلاد وأشهرها ويقع في ريف دير الزور، إضافة للآبار والحقول المحيطة به كحقل العزبة، وتخضع كلها لسيطرة «قوات سوريا الديمقراطية»، التي صنفها أردوغان على أنها إرهابية ويدعو الرئيس الروسي لمحاربتها لانتزاع إدارة حقول النفط منها. ويعتبر حقل التنك ثاني أكبر الحقول النفطية في دير الزور، وتسيطر عليه كذلك «قوات سوريا الديمقراطية».

شراكة مع داعش

وارتبط أردوغان بشراكة اقتصادية متينة مع تنظيم داعش الإرهابي، حيث وصف بأنّه كان المشتري الأوّل للنفط من داعش، كما كان يموّله بالأسلحة ويمدّه بالمساعدات الطبية واللوجيستية. ووصف ابنه بلال بأنّه كان المهرّب للنفط الداعشيّ والراعي لإخراجه وتصديره من المناطق، التي كان يسيطر عليها إلى تركيا.

وفي إطار التخريب الاجتماعي والضغط على الأكراد، قطعت الجماعات السورية المسلّحة المتعاونة مع أنقرة المياه عن أكثر من 500 ألف سوري في محافظة الحسكة ومنطقة رأس العين، عبر محطة العلوك التي تسيطر عليها. وتعمل تركيا على معاقبة هؤلاء الناس وتعطيشهم، من أجل دفعهم للضغط على الإدارة الذاتية الكردية وإثارتهم ضدّها. وحذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) من أن مئات آلاف الأشخاص في شمال شرق سوريا يواجهون مخاطر متزايدة بالإصابة بفيروس كورونا المستجد بسبب انقطاع إمدادات المياه.

استغلال كورونا

وبالإضافة إلى ممارساتها التي يصفها السوريون بالعدوانية والانتقامية، وصلت الحكومة التركية إلى مستوى استغلال جائحة كورونا لنقل الأسلحة تحت غطاء المساعدات الإنسانية إلى الإرهابيين في مناطق إدلب ومناطق أخرى تخضع للاحتلال التركي في سوريا، كعفرين ومناطق حدودية أخرى بين تل أبيض ورأس العين.

ولم تتوانَ حكومة أردوغان عن ارتكاب انتهاكات إنسانية ومجازر بحق المدنيين السوريين في إدلب وعفرين، واشتغلت بشكل ممنهج على تمكين الميليشيات التركية مثل كتيبة السلطان مراد المتورّطة في خطف الأطفال والنساء، وابتزاز الأهالي من خلالهم، وإرغامهم على الرضوخ للمطالب والإملاءات التركية.