محمد عبدالعزيز الصفيان

ماذا سيكون شكل العالم بعد الجائحة، وماذا استفدنا من هذه التجربة القاسية، وكيف سنتأقلم مع هذه الجائحة بعد عودة الحياة إلى طبيعتها.

بالعودة إلى خطاب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله ورعاه- الشهير، والذي أكد فيه على أن صحة الإنسان أولا، وأن الدولة ستبذل كل الجهود لمحاربة هذا الفيروس للحفاظ على سلامة كل من يعيش على أرض المملكة، وهنا يحدد الخطاب سياسة قيادتنا الرشيدة التي وضعت المواطن والمقيم على سلم أولوياتها، ولم تفرق بين أحد في تقديم العلاج المناسب، وهذا من أهم الدروس المستفادة والحقائق المؤكدة والتي سأسرد بعضا منها.

الحقيقة الأولى: تأكيد حكومة خادم الحرمين الشريفين أن صحة وسلامة المواطن والمقيم تأتي في المقام الأول، بل إن الدولة رعاها الله قدمت الصحة على الاقتصاد، ولم تنظر إلى أي مبالغ مالية ضخمة قد تنفقها أو خسائر اقتصادية قد يتكبدها اقتصاد المملكة، حيث ذهبت إلى أبعد من ذلك وسخرت كل الإمكانيات والخدمات الصحية لمعالجة أي مصاب وأمرت بتقديم العلاج مجانا للجميع بدون استثناء.

الحقيقة الثانية: وهي أننا نملك قطاعا صحيا قويا ومتطورا تمكن بفضل الله ثم بفضل أبطال الصحة من مواجهة هذا الكم من الحالات المصابة والتعامل معها بكل احترافية ومهارة؛ حتى أصبحنا مضرب مثل نفخر ونتفاخر به أمام دول العالم.

الحقيقة الثالثة: الجهود الكبيرة التي بذلها أبطال القطاع البلدي، من خلال قيامهم بعدة أدوار في نفس الوقت، وهي الدور الوقائي والرقابي والصحي والتوعوي والتثقيفي، وبما أني أحد منسوبي القطاع البلدي فأنا هنا لا أتحيز لهذا القطاع، ولكن هو من باب أن الاعتراف بالحق فضيلة، فقد بذل جميع منسوبي هذا القطاع جهودا كبيرة في تنفيذ عمليات التعقيم والنظافة والرقابة، والتأكد من تطبيق جميع المنشآت الصحية للإجراءات الصحية والبروتوكولات الوقائية لمواجهة فيروس «كورونا».

الحقيقة الرابعة: وهي موقف المواطنين والمقيمين ووقوفهم إلى جانب قيادتهم في هذه «الأزمة»، وحملهم شعار «سمعا وطاعة» في جميع قرارات الدولة، ومساهمتهم الكبيرة في نشر ثقافة التوعية الصحية وهي مواقف غير مستغربة على المواطنين السعوديين وإخواننا المقيمين الذين نعتبرهم جزءا لا يتجزأ من مكونات المملكة.

الحقيقة الخامسة: أن الدولة تملك كوادر سعودية على مستوى عالٍ من التأهيل والمهارة في التعامل مع أبرز الملفات الحساسة والأزمات بشتى أنواعها.

ختاما.. العالم بأسره سيتغير بعد «كورونا»، ولدينا تجارب عديدة استفدنا منها في هذه الأزمة، ونحتاج إلى دراستها وتطويرها.