أنيسة الشريف مكي

ليس ببعيد على القادر جلت قدرته أن يُسيطر تماما على فيروس كورونا الذي أثار الرعب في العالم.

أوبئة كثيرة هزت العالم قبل كورونا، منها: الأكثر بروزاً انفلونزا الخنازير، الطيور، وسبقه فيروس سارس، الذي أدى إلى وفاة الكثير، وإيبولا، في كثير من دول أفريقيا، وفيروس زيكا الذي انتشر في أمريكا الجنوبية وكلها زالت وكأنها سحابة صيف.

واليوم بإذن الله كورونا سيذهب إلى غير رجعة بفضل الله ثم بفضل العمل المسئول من قبل كل فرد منا في المجتمع.

سيذهب هذا الوباء وسنعود للوضع الطبيعي بالرغم من النظرة غير المتفائلة التي أكدها مدير منظمة الصحة العالمية، تدروس أدهانوم، ألا عودة للوضع الطبيعي الذي كانت عليه الحياة قبل تفشي فيروس كورونا المستجد في المستقبل المنظور إلاّ بشرط تطبيق «خارطة طريق» للسيطرة على المرض والوصول لوضع مستدام دون أن تتوقف حياتنا، أمور ثلاثة يجب أن تحقق، أولها تقليل عدد الوفيات وحسر الانتشار، وثانيها مجتمع قوي ومتفاعل يأخذ فيه الفرد إجراءاته الاحترازية لحماية المجتمع عامة، وقيادة وتواصل فعال من جانب الحكومات كما قال.

وطالب الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس، في رسالته الجميع بتأمل الوضع وتعزيز التعاون العالمي للسيطرة على هذا الوباء.

أمور لا بد من تطبيقها للتعايش مع الجائحة والوعي المسئول أسلوب التعايش الوحيد، وكلنا مسئول عن نفسه وأهله والآخرين، وكلنا يعرف أن المسؤولية دين وأخلاق وضمير تمنح الإنسان القدرة على تحمل تبعات أعماله وآثارها، ومصادرها الدين والأخلاق والضمير، قبول ورضا والتزام مسئولية دينية وأخلاقية.

العودة للحياة الطبيعية واجب تطبيقه حتى لا نتسبب في كوارث اقتصادية وبطالة كنا في سبيلنا للقضاء عليها، لذا الالتزام بالمسئولية الاجتماعية وتغيير السلوك اللا مسئول والثقافة غير المسئولة والعودة لكافة الأعمال مع حماية أنفسنا بشكل أساسي وفقا للضوابط الصحية ضرورة وواجب، وفي حالة الاستهتار فنعتبر المخالف منتحراً فلا يلوم إلاّ نفسه وعليه إثم من نقل لهم العدوى استهتارا ولا مبالاة.

أكرر، علينا أن ندرك تماماً أننا مسئولون عن أمننا الشخصي وسلامتنا وأهلنا ومن حولنا خاصة أن الوضع لن يعود كما كان ولكن حياتنا ستستمر.

الاحتياطات الوقائية لتجنب تفشي الجائحة ليس الهدف فقط ولكن وعي المواطن والمقيم وإمكانية التعايش مع هذا الفيروس والوقوف في وجهه بالعمل المخلص من كل مسئول كل حسب مسئولياته واختصاصاته الهدف الحقيقي.

كل دول العالم بدأت بالتعايش مع هذه الجائحة التي أثرت على المجتمعات تأثيرا غير مسبوق في زمننا هذا، وأثرت على الاقتصاد العالمي.

سبق وتعايش العالم مع الكثير من الأوبئة كالطاعون مثلاً الذي كان يطلق عليه الموت الأسود، حيث كان الوباء يتكرر مرة كل عقد من الزمن، فلا بد إذاً من التكيف باحتراز وأمان وباعتمادنا على الله وبإذنه أؤكد بزوال الجائحة قريبا.

aneesa_makki@hotmail.om