علي المحارف

لماذا لم تكن كل الورود تحمل لونا واحدا أو رائحة واحدة؟ ولماذا لم تكن كل الشخصيات واحدة؟ ولماذا لم تكن كل الأشكال واحدة؟ إنها نعمة الاختلاف. إنها نعمة تغرق أمامها الكثير من المشاكل والخلافات في سائر أنواع العلاقات. فعندما تكون جميع الورود ذات شكل واحد ورائحة واحدة فلن ندرك تفردها وتميزها عن غيرها. وكذلك بعض الشخصيات لن ندرك تفردها وتميزها إلا إذا كان هناك اختلاف في المجتمع والوسط المحيط. ومع هذه النعمة لابد أن ندرك ألا يدعو هذا الاختلاف في الشخصيات والأشخاص أن يكون سببا في الكبر أو يكون طريقا لأخلاق ذميمة، مع هذا الاختلاف إلا أننا نكمل بعضنا. إن لكل منا رأيا مختلفا وذائقة مختلفة، هذا الاختلاف في الذائقة والرأي في داخله نعمة لا كما في ظاهره، فلولا اختلاف الأذواق لبارت السلع.

إن هذا التمايز والاختلاف يجعلنا ندرك أهمية القيم الفاضلة وكذلك مدى سوء القيم الرذيلة. على الصعيد الاجتماعي، إن الاختلاف يدعو إلى التكامل فما لا تملكه أنت يملكه غيرك وما لا يملكه غيرك تملكه أنت فالكل يكمل الكل. إن ما تملكه يمثل قيمة منفردة لك وهي بصمتك المختلفة التي يمكن أن تثري بها نفسك أولا ومن ثم محيطك الصغير ثم مجتمعك والعالم، إيمانك بهذه القيمة يقودك نحو مستوى من مستويات السعادة والإنجاز مما كل شخص يطمع أن يصل له. إن لكل شخص بصمة مختلفة متفردة، أدرك بصمتك وانشرها وازرعها في كل مكان تمر عليه ولا تبالِ فيوما من الأيام ستجد أن بصمتك لم تكن مجرد بصمة بل كانت شجرة عامرة يستظل بها الناس ويستفيدون منها.

alialmoharif@