محمد حمد الصويغ

أفكار وخواطر

ما زلتُ متشبثًا برأيي الذي أرجّح أنه يميل إلى الصحة والصواب حول الأغنية الناجحة التي بإمكانها الانتشار والخلود لفترة طويلة من الزمن، وهو أن تتوافر فيها العناصر الثلاثة التي لابد من توافرها فيها، وإلا فإن مصيرها الفشل، وربما الفشل الذريع بعد أدائها مباشرة، سواء على خشبة المسرح أو سماعها من هذه المحطة الإذاعية أو التلفازية أو تلك، وأعني بتلك العناصر الصوت الجميل الأخّاذ، والكلمات المجنحة العذبة، واللحن الذي يدخل إلى القلوب والأذهان دون استئذان، ومتى ما فقدت الأغنية تلك العناصر فقل عليها وعلى صاحبها السلام، ونماذج الأغنية الناجحة عديدة لا مجال هنا لذكر عناوينها وأصحابها، فهي معروفة لكل ذوّاقة، ولكل مَن يملك حسًّا مرهفًا وأُذنًا تعشق الاستماع إلى كل ما هو جميل وتأنف الاستماع إلى أصوات نشاز وكلمات جوفاء وألحان تشمئز منها القلوب.

ما أردتُ الوصول إليه في هذه العجالة أنني ما زلتُ أستمع، عبر العديد من القنوات التلفازية، وعبر العديد من المحطات الإذاعية، لأغنيات أعجز عن تفسير كلماتها، ناهيك عن أدائها المنفّر، وألحانها الركيكة، رغم أنها تُبث وتُذاع بلغة عربية أو لهجات عربية، وأظن أن المسؤولين عن إنتاج وإخراج تلك الأغنيات مطالبون عبر الأجهزة المرئية تحديدًا بترجمة ما يتلفظ به المطرب من كلمات؛ لتُكتب أسفل الشاشة، كما هو الحال مع الأفلام الأجنبية المترجمة حتى يتمكن المشاهد المستمع من فهم ما يتلفظ به المطرب من كلمات على الأقل، فبعض المطربين لا تكاد أصواتهم تصل إلى المستمعين؛ لأنها منخفضة عن مستوى الآلات الموسيقية المصاحبة، وبعضهم لا يتلفظ بالكلمات بطريقة مفهومة أو شبه مفهومة، فلا يكاد المستمع يفهم منها شيئًا فيسارع إلى البحث عن قناة تلفازية أخرى أو محطة إذاعية أخرى لإنقاذه من تلك «الهلوسة» الجوفاء التي لن يعود بعد سماعها إلا بخُفّي حنين.

mhsuwaigh98@hotmail.com