نورة إبراهيم

لا أعتقد أن تسريبات خيمة القذافي الأخيرة والفاضحة، تقدم لنا فصولًا جديدة من قصص وإستراتيجيات الإرهاب الإخواني، الذي لا يتوانى في أن يستثمر بكل متطرف وخارج عن القانون لتنفيذ غاياته، إنها حكايات تكاد تكون مملة بسبب وضوحها وتكرارها، حكم الجماعة، المرشد، الإرهاب، التدمير، التخريب، الخلافة، كلها مترادفات تستحضرها تلقائياً عندما تستمع لكلمة «الإخوان»، وهو وشم لغوي لم يأت من فراغ، هذا مما لا شك فيه.

إن تسريبات خيمة القذافي تأتي كامتداد للمكالمة الشهيرة بينه وبين حمد بن خليفة، ولمَنْ لم يستمع لمحتواها، فهي تضمنت مشاركة وجدانية وسياسية ما بينهم، واعتزام على الكيد والإضرار بأمن الخليج والوطن العربي بشكل عام، والسعودي بشكل خاص، فهم كانوا يتأملون أن تختفي المملكة وتدمر في السنوات القليلة القادمة، وذلك بأدوات إخوانية رخيصة الثمن، يستطيع أن يستخدمها كل مَنْ أرادها، نظراً لانعدام مروءتهم، وعدم اعترافهم بأولوية الأوطان، ولنا في أقاويل كبارهم وسادتهم خير دليل، فحسن البنا يعتبر الوطن وسيلة وليس غاية، وسيد قطب يصف الوطن بقوله «ما الوطن إلا حفنة تراب عفن»، هذه هي الأفكار التي يستدلون بها طريقهم، لهذا لا يتورعون عن خيانة أوطانهم والضرر بها في سبيل كل مَنْ يستخدمهم، ولا يمكن لنا أن ننسى حالات التفجير الأسبوعية في السنوات الماضية، ولا الجماعات الإرهابية في القطيف، ولا محاولات النيل من رجال الأمن، التي انتهت وذهبت جميعها بمجرد قطع العلاقات مع قطر، وتصنيف الإخوان كتنظيم إرهابي والتعامل بصرامة مع أفراده والمتعاطفين معهم، هل هذه مجرد صدفة؟، بالطبع لا.

جاءت هذه التسريبات في وقت متأخر، لكن ما حملته من كشف لأسماء شخصيات خليجية معروفة، كان لها الكثير من المواقف المشكوك في نواياها تجاه المملكة، تعد فائدة كبيرة، لأنه لا يوجد أفضل من معرفتك بأعدائك معرفة تامة، حتى لا يتم استغفالنا نحن كأفراد ومجتمعات بهذه الشخصيات، كما تم استغفالنا بمَنْ هم قبلهم، مَنْ كانوا يلقون بمحاضراتهم في قنواتنا، ندواتنا، وجامعاتنا، وينصبون أنفسهم كقادات دينية ليتمكنوا من الدخول إلى كل بيت، والوصول إلى كل عقل.

هنالك حكمة جميلة من هذه التسريبات، التي مضى عليها وقت ليس بالقصير والنبيه مَنْ يلتقطها، هنالك حكمة من سنوات التخطيط والتآمر الفاشلة، ونصب المكائد لأوطاننا، وهي أن كل مَنْ حاول المساس بأرضنا وبأمننا فنى قبل أن يتحقق له حلمه، مات القذافي شر موتة وبقيت المملكة، وسيموت الكثيرون ممن يشاركون القذافي رغباته وأمنياته، وستبقى المملكة، لأنها الأقوى أساساً، والأرسخ حضوراً.

@naevius_