محمد حمد الصويغ

أفكار وخواطر

من الخصال الحميدة التي يتمتع بها المواطنون في هذه البلاد الكريمة خصلة هامة تتعلق بالتبرع بالدماء طواعية، ودون مقابل مالي لغيرهم من المحتاجين، وتتكرر صورة جميلة من صور تلك الخصلة أثناء تبرع 514 مواطنًا استجابة للحملة التي أطلقتها هيئة الهلال الأحمر السعودي، حيث تمكنت من الحصول على 231300 مليجرام من 12 منطقة إدارية من مناطق المملكة، تزامنًا مع مرور اليوم العالمي للتبرع بالدم، ويؤكد المواطنون في بلادنا من جديد، عبر هذا التبرع وهو ليس الوحيد من نوعه بطبيعة الحال، حبهم للخير وللأعمال الإنسانية، وتسابقهم نحو تحقيق مبدأ التكافل الاجتماعي الذي نصّت عليه مبادئ وتشريعات العقيدة الإسلامية السمحة، فهم يضربون مَثلًا رائعًا من أمثلة الوفاء للآخرين، ولا شك في أن الكثير من المرافق الصحية بحاجة إلى الدماء لإنقاذ أرواح الآخرين، وهذا ما يحدث بالفعل داخل مجتمعنا السعودي الآمن.

ومن المعروف، إذا استثنينا ترابط تلك الخصلة الحميدة مع الإيجابيات المتعددة للعمل الإنساني، أهميتها الصحية، فالتبرع بالدماء أكثر من مرة في العام الواحد، كما يؤكد الأطباء له فوائده الصحية الكبرى على الجسم البشري، كما أن التبرع بهذه المادة الحيوية في الظروف الراهنة التي يعاني مجتمعنا منها، إثر اجتياح فيروس كورونا المستجد، له أهميته الخاصة التي لا تخفى على أحد، فالتبرع في هذه الظروف يفسّر أهمية المبادرة ومردوداتها الإيجابية من جانب، ويفسّر عمق إحساس المواطنين بمسؤولياتهم الإنسانية والمجتمعية من جانب آخر، وهو أمر ليس بمستغرب على المواطنين في بلادنا، فمواقفهم النبيلة في مثل هذه الحالات والظروف مشهودة، ويستحقون عليها التقدير والثناء.

mhsuwaigh98@hotmail.com