مي العتيبي

عزيزي المواطن.. هل تحب وطنك؟

سؤال قد يعتقد الكثير أن الإجابة عليه سهلة كنطق اسمه، كون حب الوطن من المسلمات البديهية لدى الإنسان في كافة أنحاء المعمورة، لكن مفهوم المواطنة وحب الوطن في الواقع مفهوم صعب معقد ومرتبط بمجموعة بروتوكولات دقيقة الخطأ في إحداها فقط سيسيء للوطن وبالتالي لمستوى حب الشخص لوطنه وإن كان فعلا يحبه!

إن الاجتهادات في موضوع المواطنة غير مقبولة بتاتا، الوطن خط أحمر والإساءة له أو باسمه مرفوضة قطعا مهما كانت المبررات، ومؤخرا مع انتشار مواقع التواصل الاجتماعي وتكاثر مستخدميها طفت ظاهرة «المواطنة الفظة» على السطح، حيث أصبح الشتم دفاعا عن الوطن طابع هذه الظاهرة المشينة، والتهور ذراعها البغيضة المؤذية!

إن المواطنة الحقيقية تستوجب الدفاع عن الوطن بالعلم لا بالجهل، بالفصاحة والبيان الساحر لا بالشتائم وبذيء الكلام، بالحب لا بالكره، بالتمثيل المشرف للوطن لا بالإساءة له.

وتذكر عزيزي المواطن المندفع أنك تسيء للعلامة الوطنية العظيمة التي تسعى القيادة لزرعها حول بلادك في أذهان سكان العالم أجمع بمجرد خوضك في المهاترات التي يعمد الحاقدون المرتزقة جرك لها واستفزازك بالأساليب الرخيصة انتقاما من وطنك والتي ستحاربها بلا شك بوعيك وإدراكك لمكانة وطنك الهائلة بما يقطع الطريق على كل صغير يريد استخدامك ضد وطنك بأي شكل كان.

فكما يتم استدراج بعض الشباب الطائشين والتغرير بهم وغسل أدمغتهم للانخراط في المنظمات الإرهابية والفكر المتطرف ومن ثم توجيه التهم لبلادهم بأنها بلاد إرهابية، يتم استدراج المواطن المتهور واستفزازه ليقع في أسوأ الألفاظ ضدهم دفاعا عن وطنه ومن ثم يحرضون العالم عليك وعلى وطنك بأننا مجتمع همجي لا يعرف التعايش ولا يستطيع التعبير أو الدفاع عن وطنه إلا بالبذاءة وهذا غير صحيح.

نحن نقف موقفا صارما واحدا ضد كل معاد لمملكتنا الحبيبة، وماضون في تحقيق كل ما يرضي القيادة ويرضينا كمجتمع مسلم وسطي واعد صاعد، فلنمثل بلادنا بركائزنا وقيمنا لا بأساليب المرتزقة المشردين الذين لا يعرفون معنى الولاء أو الوطن.

‪@maiashaq