عباس ناصر

كما هو معلوم أن هنالك نوعين من الاستثمار المالي في العالم: الاستثمار المباشر، والاستثمار غير المباشر.

يتمثل الاستثمار المباشر في تشغيل المستثمر أمواله أو أصوله في المشروع بصورة مباشرة، مع حساب التكاليف والمصروفات، وحساب المكسب المادي عن طريق دراسة الفرص الربحية، وتقدير الأرباح الكلية للمشروع، والأرباح المحددة ضمن فترة زمنية، يسترجع فيها المستثمر رأس المال كاملا، ويحصل على الفوائد المتقطعة.

في المملكة العربية السعودية وخلال الأزمة التي يعيشها العالم بسبب جائحة كورونا؛ تجلت الرؤية المتزنة للقيادة الحكيمة، والخطط التنموية الراسخة، والعمل التكاملي الذي تمضي عليه المملكة العربية السعودية في كافة مؤسساتها، فلم تدخر القطاعات الحكومية جهدا ولا وقتا ولا مالا في سبيل تحقيق الوقاية والأمان للجميع، والحفاظ على سلامة المواطن والمقيم -على حد سواء-، وأثبتت من خلال التدابير الوقائية الصارمة، والإجراءات العلاجية المتقدمة، أثبتت من خلال ذلك كله أن صحة المواطنين والمقيمين وراحتهم من أولوياتها، وأكدت تلك الجهود على أن الاستثمار في الصحة؛ ذلك القطاع المهم، إنما هو أعظم استثمار، وأن البذل من أجله لم يذهب هدرا، بل أثمر نجاحات كبرى في التصدي للفيروس، ومواجهته بحزم وثبات، كان ذلك هو الربح الكبير العائد من هذا النوع من الاستثمار.

وحين نذكر إنجاز قطاع الصحة فإننا لا ننسى قطاع التعليم، فقد كانت الخطة الطارئة البديلة على أتم استعداد لاستئناف العملية التعليمية عن بُعد، حين تم تعليق الدراسة مع بداية الأزمة، في جميع المراحل في كافة المدارس والجامعات، كإجراء احترازي للحد من انتشار الفيروس. والأمر نفسه تم في قطاع الأمن، والتجارة، والموارد البشرية، وكافة القطاعات الحكومية. فمن الواضح أنها كانت على رأس اهتمامات الحكومة السعودية، وأنها قد حازت على رعاية مباشرة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، التي ترجمها على أرض الواقع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد، فجاءت النتيجة تلك الطاقة المتّقدة والدرع المتينة التي واجهت بها المملكة العربية السعودية تلك الجائحة، للتقليل من أخطارها، والتي ستساهم بإذن الله في تجاوز هذه الكربة. والتي نالت عليها تقديرًا وإشادة دولية. وليس ذلك غريبا على بلد في مقام المملكة العربية السعودية التي أثبتت على مدى السنوات حرصها واهتمامها بمواطنيها، ومن يعيش على أراضيها من المقيمين.

حفظ الله المملكة وأهلها، والعالم أجمع من هذا الوباء، وكشف الغمة، وأعاد الحياة إلى ما كانت عليه قبل اجتياح هذه الأزمة.

abb.nas12@hotmail.com