د. سعيد عطية أبو عالي يكتب:

الشعر يستهويني والشاعر يستحوذ أحياناً على فكري، عندما أقرأ الشاعر الحسيب النسيب الدكتور سعد بن عطية الغامدي أجد لديه حكمة الشيوخ وحماسة الشباب.

تخرَّج سعد بالدكتوراة في المحاسبة من أمريكا. عاد مدرِّساً وعميداً لشؤون الطلاب بجامعة الملك سعود. احتلَّ مكانه بين المبرزين في البلاد. الوطن لديه ثوابت إسلامية، قيادة راشدة، خدمة الحرمين الشريفين وشعب يطمح ليكون مكانه بين الدول المتقدمة. تنازعته الشركات الكبيرة، فمن شركة النقل البحري إلى النقل الجماعي. استدعته شركة عبداللطيف جميل المحدودة، حيث أبدع في تطويرها فقلَّدته منصب نائب أول رئيس الشركة، وهو أيضاً نائب رئيس مجلس إدارة مجتمع جميل.

العمل في هذه المواقع لم يقعده عن شرف الإبداع. شاعر ومفكر تستدعيه المنابر والندوات والصحف والتلفزة والإذاعة لابداء رأيه في الأحداث الوطنية والعربية والإسلامية والدولية.

قبل سنوات أهداني أربعة دواوين من شعره السيال وفكره الأخَّاذ. تناولت ديوانه (بعد أن تسكن الريح) وكأني لا أقرؤه فقط، بل كأني أسمع سعداً يمجِّد الماضي ويستدعيه وقوداً للحاضر وسفينة للمستقبل.

فقهاً وتفسيراً وعلم رواية - وطبيعة ورياضة وبناء

فالعلم يبعث في القلوب نضارة - والعلم يعقد في النفوس ولاء.

سافر سعد إلى أرجاء الدنيا ويظل يخاطب الوطن:

يلذُّ لي فيك جوعي حين يحملني - إلى صفاءات أشواقي وترغابي

وتستريح الأماني حين يوقظها - ليل المناجاة في آفاق محرابي

يدعو بني وطنه إلى ارتقاء القمم

فالريح لا تهوى سوى قمم الجبال.. والطير لا ترقى سوى الشجر الطوال

والورد لا يزدان إلا فوق أطراف التلال

والشعب في عقل مبدعنا هم:

نحن هذي الشمس والريح.. وهذا الفدفد

نحن هذا البحر.. هذي السحب.. هذا الموعد

سوف نمضي مثلما يمضي هناك الفرقد

وستبقى كل ذكرى ساقها في الناس قلب ويد

أمَّا الحبّ عند شاعرنا فهو صدق القول، ونبل العاطفة وبهذا يكون حبَّاً صافياً في ظلال الهدى والعفَّة والثبات..

ومع نهاية هذا المقال دعونا نرافق الدكتور سعد مع أبي العلاء المعري في رحلة الحياة:

لرهين في محبسيه.. طليق

من عناء القيود وهو الأسير

وضريرٍ.. وما استكان لضر

فهو في ساحة العلوم بصير

كم سهرنا وفي الليالي نجاءٌ

وبكرنا.. وللوصول البكور

وكتاب الأيام نتلوه فصلاً

إثر فصل.. ونحتفي ونسير

غير أنا لحكمةٍ.. غاب عنا

منه فصلٌ.. هو الختام.. الأخير

aboaalisa@yahoo.com