د ب أ - واشنطن

تواجه الولايات المتحدة مشكلة إرهاب متزايد، قد تزداد سوءًا. ومن المرجح أن تكون المجموعات الداعية إلى تفوق العرق الأبيض هي مصدر التهديد الأكثر خطورة، على الرغم من أنه من الممكن أن يمثل الفوضويون، والمتطرفون الدينيون المتأثرون بأفكار تنظيمي القاعدة وداعش تهديدًا محتملًا أيضًا.

جاء ذلك ضمن دراسة مطولة بعنوان «مشكلة الإرهاب المتزايد في الولايات المتحدة» أعدّها الدكتور سيث ج. جونز، مدير مشروع التهديدات العابرة للدول، بمركز الدراسات الإستراتيجية والدولية الأمريكي، ومعه كاترين دوكسي ونيكولاس هارينجتون، الباحثان بالمشروع.

وأكدت الدراسة التي نشرها مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية مؤخرًا أنه من المرجح أن يزداد التهديد الإرهابي في الولايات المتحدة خلال الفترة المتبقية من عام 2020 والعام المقبل على أساس عدة عوامل، تشمل الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقررة في نوفمبر المقبل، والتعامل مع أزمة «كوفيد ـ19». وهذه العوامل ليست السبب في الإرهاب، ولكنها أحداث وتطورات قد تؤجج الغضب، وربما تستغلها أقلية صغيرة من المتطرفين ذريعة للعنف.

ومن المحتمل أن تكون الانتخابات الرئاسية مصدرًا كبيرًا للغضب والاستقطاب الذي يزيد من إمكانية وقوع الإرهاب. فبعض اليمينيين المتطرفين يربطون أنفسهم بالرئيس دونالد ترامب وقد يلجأون إلى العنف قبل الانتخابات، أو بعدها. وكما أبرزت وثائق وزارة العدل الأمريكية، وصف بعض المتطرفين اليمينيين أنفسهم بأنهم «مقاتلون من أجل ترامب». وإذا ما خسر الرئيس ترامب، قد يلجأ بعض المتطرفين إلى العنف.

وبالمثل، من الممكن أن تلجأ بعض عناصر اليسار المتطرف إلى الإرهاب إذا تمت إعادة انتخاب ترامب.

ففي 14 يونيو 2017، أطلق جيمس هودجكنسون - وهو متطرف يساري - النار على العضو الجمهوري بالكونجرس ستيف سكاليز، وثلاثة آخرين. وكان هودجكنسون كتب قبل شهور قليلة من الحادث في منشور على موقع فيسبوك: «ترامب خائن. ترامب دمّر ديمقراطيتنا. حان الوقت لتدمير ترامب ورفاقه».

ومن الملاحظ أن التوتر بين اليمين المتطرف واليسار المتطرف زاد بدرجة كبيرة خلال السنوات الماضية.

وتشير الدراسة إلى أنه فيما يتعلق بالتطورات المرتبطة بجائحة «كوفيد - 19» - مثل استمرار البطالة لفترة طويلة، أو محاولات الحكومة لإغلاق الأعمال «غير الضرورية» في مواجهة أي موجة ثانية أو ثالثة من الجائحة - فإنها يمكن أن تزيد من احتمالات الإرهاب.

وهدد بعض المتطرفين اليمينيين باللجوء للعنف واعترضوا على انتزاع الجهود التي تبذل على كافة المستويات في الولايات المتحدة لحرياتهم من خلال المطالبة بارتداء الكمامات في الأماكن العامة، وغلق الأنشطة التجارية، ومنع التجمعات الكبيرة لكبح تفشي كورونا.

وفي مارس الماضي، قُتل تيموثي ويلسون، الذي كانت له علاقات مع جماعات النازيين الجدد، في تبادل لإطلاق النار مع عناصر مكتب التحقيقات الفيدرالي التي كانت تحاول إلقاء القبض عليه لتخطيطه لتفجير مستشفى في ميسوري. ورغم أنه كان يخطط للهجوم منذ بعض الوقت وفكر في مجموعة من الأهداف، فقد استغل تفشي «كوفيد ـ19»لاستهداف مستشفى من أجل جذب قدر أكبر من الاهتمام.

ومن بين اليساريين المتطرفين واليمينيين المتطرفين، هدد بعض المعارضين للقاحات والتي يعتبرونها مؤامرة من جانب الحكومة وشركات الأدوية، باللجوء للعنف ردًا على جهود التغلب على الجائحة.

وفيما يتعلق بالاستقطاب، فإن أي حادث إطلاق نار في مدرسة أو حادث قتل له دوافع عنصرية يمكن أن يؤدى لاندلاع احتجاجات سيحاول المتطرفون استغلالها.

وحاول المتطرفون من جميع الأطياف استغلال الاحتجاجات التي شهدتها الولايات المتحدة مؤخرًا خلال شهري مايو الماضي، ويونيو الحالي، بعد وفاة المواطن الأمريكي من أصل أفريقي جورج فلويد على يد الشرطة مبررًا لارتكاب أعمال إرهاب.

وعلاوة على ذلك، استخدمت الشبكات اليمينية المتطرفة واليسارية المتطرفة العنف ضد بعضها بعضًا، كما حدث في بيركيلي، بكاليفورنيا، وشارلوتسفيل، بفيرجينيا في عام 2017، مما يزيد المخاوف من تصعيد العنف.

وتحث الدراسة الأمريكيين على أن يكونوا أكثر حذرًا بالنسبة للمعلومات المضللة، والتحقق من مصادر المعلومات.