د. شلاش الضبعان

ذكر أبو عثمان الجاحظ في كتابه (الحيوان): كان واحد يسخر بالناس، ويدعي أنه يرقي من الضرس إذا ضرب على صاحبه، فكان إذا أتاه من يشتكي ضرسه قال له إذا رقاه: إياك أن تذكر إذا صرت إلى فراشك القرد، فإنك إن ذكرته بطلت الرقية! فكان -إذا آوى إلى فراشه- أول شيء يخطر على باله ذكر القرد، ويبيت على حاله من ذلك الوجع، فيغدو إلى الذي رقاه فيقول له: كيف كنت البارحة؟ فيقول: بت وجعا! فيقول: لعلك ذكرت القرد! فيقول: نعم! فيقول: من ثم لم تنتفع بالرقية.

أعتقد أن صاحب رقية القرد لم يغب من زمن الجاحظ، وهو يتواجد ويتكاثر كلما قلت التوعية ومن ثم الوعي.

علاج للسكري مضمون ويقي من الغرغرينا، يجربه المريض أو المريضة أياما وليالي ثم يعود لعلاج السكر بعد أن يكون قد تلف ما تلف.

معالج شعبي للجلطات، يؤخذ المريض في وضع متعب إليه، فيعالج ومع ذلك تستمر الجلطة ويعودون للمستشفيات.

وأعتقد أنه ستبدأ -إن لم تكن بدأت- وصفات وعلاجات كورونا.

من الملوم؟

لا أعتقد أن الملوم المريض لوحده، فلدي ثلاث جهات تتحمل لوما مستحقا مع تفاوت الحجم.

أهل المريض أعانهم الله مسؤولون، بأن يكونوا أكثر وعيا، ويسيروا بمريضهم في الطريق الصحيح حتى ولو كان مؤلما.

والمحبون والأقارب مسؤولون بدرجة أكبر، وذلك عندما يكونون مصدر ضغوط على المريض وأهله، بإرسال الوصفات والخلطات وأرقام المعالجين للمريض وأهله، وإن لم يوافقوهم وصموهم بالإهمال واللا مبالاة، فمن حبهم وإرادتهم الخير يكونون سببا في إهلاك المريض، ومن الحب ما زاد المرض.

والجهات الصحية مسؤولة من جهتين: نشر الوعي والتسهيل على المرضى، فطول الإجراءات وتعقيدها وتعامل بعض الأطباء غير المناسب، يدفع المريض وأهله للبحث عن وسائل أخرى لعلها تختصر لهم ما يعانوه.

قال لي يوما أحد الأصدقاء الذي عانت زوجته كثيرا من مرض السرطان ثم رحلت بعده صابرة محتسبة إلى دار البقاء: أنصح كل مريض أن يحذر من الأدوية الشعبية ويلتزم بالعلاج الطبي والرقية الشرعية، لقد قيل لي أن نبتة تظهر في البحر في وقت محدد، فذهبت في نفس الوقت وأخذتها لعل فيها الشفاء، وبعد معاناة تتزايد رجعنا إلى العلاج الكيمياوي.

shlash2020@