عبدالعزيز العمري - جدة

أكدوا أن الدولة لم تأل جهدا.. والمسؤولية الآن على عاتق المواطن

تعود الحياة الطبيعية في جميع مناطق ومدن المملكة اليوم الأحد إلى ما قبل فترة إجراءات منع التجول ما عدا مدينة مكة المكرمة، وسط تشديد على الالتزام بالتعليمات الصحية الوقائية والتباعد الاجتماعي، والحرص على المحافظة على حماية الفئات الأعلى خطرا من الإصابة خاصة كبار السن والمصابين بأمراض مزمنة وأمراض تنفسية.

وأكد مختصون لـ «اليوم» أن المرحلة الثالثة، ستكون مختلفة وفيها الكثير من الالتزام من المواطنين والمقيمين بعد التوعية المكثفة خلال فترة منع التجول، إضافة إلى وجود بروتوكولات صحية لجميع الأنشطة وكيفية التعامل معها.

تعايش حذر

وقالت استشارية الباطنة والأمراض المعدية د. جمانة الجشي: المسؤولية الآن على الفرد والمجتمع المعني بحماية ووقاية نفسه وأسرته، وعلينا التعلم كيف نتعايش مع وجود الفيروس في حياتنا لحين اكتشاف علاج ذي فعالية أو استخراج لقاح، وعلينا العودة بحذر مع الالتزام بالتباعد ولبس الكمامة في الأماكن العامة وفي أوقات الدوام، مشيرة إلى تكثيف الدولة ممثلة في القطاعات الصحية والجهات المعنية جهودها خلال الفترة الماضية بتثقيف المجتمع وتمكينه من مواجهة الفيروس، مع رسم الخطوط العريضة للوقاية منه.

سلوك حياة

وأبان استشاري الطب الوقائي وعلم الأوبئة د. ماجد الثقفي أن العودة التدريجية لأسلوب الحياة الطبيعي، والتعايش مع الظروف والتحديات الراهنة في فترة الجائحة أمر حتمي لا مفر منه، في ظل غياب أي لقاح وأي علاج للفيروس، وسيظل هاجس العدوى قائما، ولكن لا يمكن البقاء على هذه الحالة إلى الأبد فعلينا تقبّل فكرة استمرار الحياة مع وجود الفيروس مع اتباع الإجراءات الوقائية التي من شأنها أن تعزز من تفادي الإصابة بالفيروس، واتخاذها كسلوك حياة لانحسار المرض والتقليل من آثاره، والدولة سخرت كل الإمكانات لتوفير الرعاية الصحية مجانا، وفق أفضل المعايير والممارسات الدولية، وعلى الجميع استشعار حساسية المرحلة الحرجة، وأن يكونوا مستعدين لتحمّل المسؤولية واتخاذ أقصى إجراءات الحماية، واعتماد مبدأ أن جميع من حولك مرضى، والتعامل معهم على هذا الأساس، وتطبيق التوجيهات لتحقيق المصلحة العامة.

نقطة تحول

وأضاف الأكاديمي بجامعة الملك عبدالعزيز د. فيصل النوري: إن مرحلة العودة للحياة الطبيعية إلى ما قبل فترة إجراءات منع التجول تُعد مرحلة هامة كونها نقطة تحول في مختلف الجوانب الاجتماعية والاقتصادية، وستكون مفصلية لمواجهة الجائحة، ونظرا لرقي المجتمع السعودي الذي يعيش كأسرة واحدة، فإنه لن يصعب عليه التعايش في هذه الظروف الاستثنائية، في ظل اتباع التعليمات والإرشادات من قبل وزارة الصحة، وأن نجعلها نصب أعيننا، وأن نوصي بعضنا البعض بتطبيق الإجراءات الاحترازية، والحفاظ على الصحة لتعزيز جهاز مناعة الجسم وأن يبقى شعارنا «كلنا مسؤول ونعود بحذر».

مجتمع واع

وقالت استشارية طب الأسرة د. سميحة فلاتة: تكمن أهمية المرحلة في وعي المجتمع ومدى تحمله المسؤولية المناطة به، فالدولة حفظها الله لم تأل جهدا في اتخاذ الإجراءات والاحترازات الاستباقية في المراحل السابقة، لذلك وجب الانتباه أن الفيروس ما زال موجودا وقادرا على الانتشار، ولنعد بحذر ومسؤولية بأسلوب حياة جديد مطبقة فيه الإجراءات الاحترازية والبروتوكولات الوقائية في جميع المرافق العامة وأماكن العمل.

مسافات آمنة

ولفتت الأكاديمية نادية الشهراني إلى أن المرحلة القادمة تُعد الأهم والأصعب، يتحمل فيها المواطن والمقيم المسؤولية في خفض مستويات العدوى بالالتزام بالتباعد الجسدي والمسافات الآمنة، مبينة أن الفترة الماضية أعدّت الجميع للمرحلة القادمة، وعودتنا على الحذر الواعي الخالي من التخوف أو التهاون، ويجب التعامل على أن الجميع يحمل الفيروس واتخاذ كافة الاحترازات وفق ذلك، وهذه الوصفة قاسية إلا أنها فعالة وتطبيقها الآن بحذافيرها أجدى وأنفع وخصوصا مع كبار السن أو المصابين بأمراض مزمنة أو تنفسية، ويتطلب الآن الوعي الفردي والمجتمعي والالتزام بالتعليمات ومراقبة الذات والمقربين وعدم المجاملة على حساب الصحة بتاتا حتى تنتهي الأزمة.

إرشادات صحية

وقالت الإعلامية أسماء الغابري: علينا أن نعود ولكن بحذر بعد عودة الحياة الطبيعية، ونلتزم بالتباعد واتباع الإرشادات الصحية خصوصا للفئات الأكثر خطورة، لافتة إلى أن فترة منع التجول كانت صعبة من الناحية النفسية، وأثرت اقتصاديا على كثير من الأفراد والمنشآت، لذا علينا أن نعود بحذر ونعي مدى الخطورة التي سترافق المرحلة القادمة والتي تتطلب منا المزيد من توخي الحذر والاعتناء بالصحة لأن خطر الإصابة بعدوى كورونا ما زال موجودا وأكثر من السابق.

وبائية المرض

وأكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة د. محمد العبدالعالي، أن عودة الحياة إلى طبيعتها لا تعني زوال الفيروس أو زوال الخطر، مشددا على أن الفيروس موجود ويسجل انتشارا، وعلى الجميع التعامل مع الفيروس بمجموعة من الاحترازات لمنع انتشاره. وأشار إلى أن وبائية المرض لا تتعلق بعدد الحالات اليومية فقط. وقال: وبائية المرض تتأثر بعدة عوامل، أبرزها سرعة انتشار العدوى، ومعدلات الوفيات، ونسب الحالات الحرجة، ووجود بؤر تفش، وأن معدل الوفيات يتأخر عن تسجيل الإصابات فترة زمنية نتيجة لطبيعة المرض.

عقوبة المخالفات

وأقرت وزارة الداخلية تعديلا على لائحة الحد من التجمعات، وحددت عقوبة بقيمة 1000 ريال على عدم ارتداء الكمامات الطبية أو القماشية أو ما يغطي الأنف والفم، أو عدم الالتزام بمسافات التباعد الاجتماعي، أو من يرفض قياس درجة الحرارة عند دخوله القطاعين العام أو الخاص، و10.000 ريال عقوبة عدم التزام منشآت القطاع الخاص بالإجراءات الاحترازية، ويعاقب من يخالف تعليمات العزل أو الحجر الصحي، بغرامة لا تزيد على 200 ألف ريال، أو السجن لمدة لا تزيد على سنتين، أو بالسجن والغرامة معا، كما يعاقب كل من تعمد نقل العدوى للآخرين، بغرامة لا تزيد على 500 ألف ريال أو السجن لمدة لا تزيد على 5 سنوات، أو بالسجن والغرامة معا، وللحد من التجمّعات أقرت غرامة 30 ألف ريال عقوبة التجمع في مناسبات الأفراح، والعزاء، والحفلات، والندوات، والصالونات، ونحوها، إضافة إلى غرامة 50 ألف ريال لأي تجمع للعمال.