مها العبدالهادي - الدمام

الحركة تمنع الناشطين من إطلاق البالونات تجاه الأراضي المحتلة ردا على الحصار

أبلغ السفير القطري محمد العمادي حركة حماس بموافقة إسرائيل على إدخال 50 مليون دولار من قطر إلى قطاع غزة، وتقول تقارير صحفية إن المساعدات القطرية ستصل للقطاع هذا الأسبوع، وستكون على دفعتين مقابل وقف إطلاق البالونات الحارقة على المناطق الحدودية داخل إسرائيل من قبل الناشطين الشباب ردًا على الحصار الذي تفرضه إسرائيل على الفلسطينيين في القطاع.

واعتبر رئيس مركز العرب للشؤون الإستراتيجية والقانونية في القدس المستشار زيد الأيوبي في حديثه لـ «اليوم»، أن موافقة إسرائيل على إدخال التمويل القطري إلى عصابات حماس في غزة، جاء دعمًا لعصابات وميليشيات انقلبت على الشرعية الفلسطينية، ولإطالة أمد الانقسام الفلسطيني لخدمة العلاقة الثنائية بين تنظيم الحمدين وإسرائيل.

وقال الأيوبي إن المساعدات تأتي تحت مسمى مساعدات للشعب الفلسطيني، بينما هي دعم للميليشيات التي قامت بمجازر بشعة ضد الشعب، مؤكدًا أن المستفيد الوحيد من هذا الدعم هو قيادة حركة حماس وأتباعها.

أمن إسرائيل

وأشار المستشار إلى أن هذه الأموال القطرية تأتي في سبيل ضمان أمن إسرائيل باعتبارها مقابلًا لوقف المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال، ومنع إطلاق أي صواريخ أو تسلل فدائي فلسطيني إلى العمق الإسرائيلي، حيث تقوم عصابة حماس بحراسة حدود غزة جنبًا إلى جنب مع إسرائيل لاعتقال وتصفية كل مَن يقترب من الحدود.

واستطرد الأيوبي قائلًا أنه عندما اعترض معارضو نتنياهو على إدخال هذه الأموال إلى غزة وانتقدوا قراره بالموافقة، رد عليهم نتنياهو أن لإسرائيل مصلحة في إدخال هذه الأموال؛ كونها تضمن أمن إسرائيل، وتطيل أمد الانقسام الفلسطيني الداخلي.

إفشال المصالحة

وأضاف الأيوبي إن قطر لا تدعم حماس فقط، بل إنها تسعى لضمان إفشال أي مساعٍ لإبرام مصالحة وطنية شاملة في فلسطين من شأنها أن تكرس الوحدة الداخلية، معللًا ذلك بأن الفتنة الفلسطينية الداخلية تخدم تنظيم الحمدين الذي يرتبط بعلاقات سياسية واقتصادية وأمنية مع كيان الاحتلال الإسرائيلي، ويستخدم القضية الفلسطينية من أجل تشريع ارتمائه في أحضان الموساد الإسرائيلي.

وقالت مصادر مطلعة من داخل قطاع غزة إن حركة حماس ستفرض حظرًا على إطلاق البالونات الحارقة مقابل الأموال القطرية التي ستدفعها الدوحة للحفاظ على أمن إسرائيل.

وحسب المصادر المطلعة، أمرت حركة حماس عناصرها بوقف إطلاق البالونات، ومنع أي ناشط من الاقتراب من الحدود مع إسرائيل بعد حصولها على ضمانات بإدخال المساعدة المالية القطرية إلى قطاع غزة.

يُذكر أن العمادي معروف بزياراته المتكررة إلى القطاع لمقابلة قادة حركة حماس التي تنسق مع طاغية تركيا ونظام الملالي في طهران، ورجل الدوحة يشرف على عددٍ من المشاريع بدعم مادي من قطر عبر إسرائيل.

تعزيز الانقسام

والعام الماضي اعترف العمادي، الذي يرأس اللجنة القطرية لإعمار قطاع غزة، إنه زار إسرائيل أكثر من 20 مرة منذ عام 2014.

وتسمح إسرائيل لقطر باستمرار بدخول الأموال إلى قطاع غزة لدعم حركة حماس، دون التنسيق مع السلطة الفلسطينية، التي تعتبر السلوك القطري يعزز الانقسام والابتعاد بغزة أكثر فأكثر نحو المجهول.

وتعتبر السلطة الفلسطينية التحركات القطرية في قطاع غزة تجاوزًا لها، ومحاولة من الدوحة للتدخل في الشؤون الفلسطينية، فضلًا عن أن هذه التحركات تعمق الانقسام بين الضفة وغزة، وتعزز الانقسام بين حماس وفتح.

وتموّل الدوحة أنشطة حركة حماس، التي تسيطر بقوة السلاح على القطاع، الذي يعاني فيه نحو 1.5 مليون فلسطيني جراء الانقسام السياسي بين الضفة وغزة.