ترجمة: إسلام فرج

مقتل فلويد على يد شرطي أمريكي حرك مشاعر الملايين ضد التمييز

حذرت صحيفة «ذي غارديان» البريطانية من تحول شعار «حياة السود مهمة» إلى شعار فارغ، موضحة أنه غير كاف لهزيمة العنصرية.

وبحسب مقال لـ «جوزيف هاركر»، أصبح الشعار القوي، الذي تم الترويج له لأول مرة من قبل السود في أعقاب إطلاق النار على ترايفون مارتن في عام 2012 في الولايات المتحدة، منتشرا في كل مكان لدرجة أنه فقد معناه تقريبًا. وأشار إلى أنه يعكس طريقة الناس في التأكيد المتكرر على كراهية العنصرية بينما لا يفعلون شيئًا لوقفها.

ولفت إلى أنه حتى رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون يقول إن حياة السود مهمة، رغم أنه يقود حزبا يمزقه رهاب الإسلام ويرفض التحقيق في الأمر، كما كان جزءًا من حكومة قامت بترحيل مواطنين بريطانيين سود.

وتابع يقول «حتى العنصريون يكرهون العنصرية. لهذا السبب يبحثون دائمًا عن طرق لتبرير ما يفعلونه».

وأردف يقول «هذه المرة، كانت هناك أعداد غير مسبوقة من الناس البيض يعلنون ولاءهم لقضية مناهضة العنصرية. في الشوارع، حتى في الولايات المتحدة، كان معظم المتظاهرين من البيض».

قضايا العرق

ومضى بقوله «على الرغم من أن العديد من هؤلاء النشطاء الجدد لن يكون لديهم سوى فهم سطحي لقضايا العرق، إلا أنه ملاحظتهم للأمر شيء إيجابي. كان هذا أكثر وضوحا في بريستول. لو كان حشدًا من السود فقط، فهل كان سيُسمح بإطاحة إدوارد كولستون، ناهيك عن جره في الشوارع وإلقائه في النهر».

وأردف الكاتب «عندما رأيت حياة جورج فلويد تنتهي، تساءلت لماذا لم يتغير شيء يذكر منذ أن اجتاحت حركة الحياة السوداء جميع أنحاء الولايات المتحدة في عام 2014. بالتأكيد يجب أن يعلم جميع ضباط الشرطة الأمريكية أنهم سيحاسبون على أي تجاوزات، خاصة عندما تلتقطها الكاميرا».

وتابع الكاتب «إذا أردنا إحداث التغيير، فنحن بحاجة إلى إيجاد طريقة للوصول إلى تلك التغييرات، وإبقاء تلك التغييرات ثابتة. لن يكون ذلك ببساطة من خلال الدعوة لمزيد من تجنيد ضباط الشرطة السود. لقد تمت تجربة ذلك من قبل، وكان التعامل مع ذلك بطيئا».

وأردف بقوله «لن يكون الحل فقط من خلال استئصال السيئين، فالنظام الذي يسمح لهم بالدخول دون فحص في المقام الأول متعفن بالفعل. كما لن يكون ببساطة عن طريق منح جميع الضباط تدريبا متنوعا لمدة أسبوعين في الشوارع، لأنهم بعد إكمال هذه الدورة التدريبية، سيعودون إلى الروتين القديم، وهم يتصرفون بغريزتهم وما لديهم من صور نمطية».

التنميط العنصري

وتابع يقول «في يوم أول احتجاج رئيسي في المملكة المتحدة يرفع شعار حياة السود مهمة، كانت مفوضة شرطة العاصمة، كريسيدا ديك، تقدم أدلة إلى مجلس بلدية لندن حول العدد غير المتناسب من الغرامات التي فرضت على السود خلال فترة إغلاق فيروس كورونا، والذي كان ضعف المعدل المفروض على البيض».

وتابع يقول «أوضحت كريسيدا أن هذا يرجع جزئياً إلى أن المزيد من الضباط كانوا يعملون في مناطق عالية الجريمة. لكن ما علاقة هذا الإغلاق بالمناطق عالية الجرائم؟ إنها مجرد طريقة أخرى يستمر فيها استهداف السود بشكل غير متناسب».

وأضاف «لدينا ضباط يستهدفون السود بشكل غير متناسب، ولم يتم التحدث معهم حول وعيهم لخطورة التنميط العنصري».

وأردف «لإحداث تغيير دائم، علينا في نهاية المطاف أن نخرج من الشوارع ونصل إلى الغرف التي يعمل بها صناع القرار هؤلاء».

وأشاد بخطة طويلة المدى اقترحها الرئيس الأمريكي باراك أوباما لجعل هذه اللحظة نقطة تحول للتغيير الحقيقي، موضحا أنها تنطوي على العمل محليًا مع رؤساء البلديات والمدعين العامين ورؤساء الشرطة المحلية.

وأردف «في المملكة المتحدة، يجب أن نفكر في الأمر بنفس الطريقة، بحيث يفكر كل ضابط، وكل رئيس أعمال، وكل رئيس في كل مؤسسة كل يوم في الحاجة إلى القضاء على العنصرية والتحيز. مسألة الحياة السوداء هي شعار جذاب. لكن في الوقت الحالي، العمل هو المهم حقا».

مصدر إلهام

وكانت الاحتجاجات على العنصرية التي أشعلها موت فلويد مصدر إلهام فني في أنحاء المعمورة، من جداريات في سوريا وباكستان.. إلى رسوم جرافيتي في نيروبي.

على سور برلين، لاح رسم ضخم لفلويد وبجواره حروف كبيرة باللون الأصفر تشكل عبارة «لا أستطيع التنفس»، تلك الكلمات التي كررها قبل أن يلفظ أنفاسه بعد أن جثم شرطي أبيض في مدينة منيابوليس الأمريكية بركبته على عنقه لما يقرب من تسع دقائق وهو رابض على الأرض.

أما الفنان السوري عزيز الأسمر، فقال إنه يريد أن يبعث رسالة تضامن من خلال جداريته.

قال الأسمر «بعدما شهدنا تزايد العنصرية ضد السود في الولايات المتحدة، ولأن من واجبنا الوقوف مع كل القضايا الإنسانية حول العالم، رسمنا اليوم على جدار دمرته طائرات الأسد في إدلب».

وأضاف إن صور فلويد أعادت إليه صورة أطفال سوريا الذين قُتلوا في هجمات يشتبه بأنها كيماوية في دمشق وخان شيخون.

شخصية عالمية

وفي أفغانستان، كان حاجز بأحد طرق كابول هو الخامة التي رسم عليها مهر أقا سلطاني، وهو أحد أعضاء مجموعة (آرت لوردز) للفنانين الناشطين.

قال «جورج فلويد شخصية عالمية الآن، وقُتل في الولايات المتحدة بسبب بشرته السوداء... نريد أن نقول «لا» للتمييز لأن التمييز لا يعود بالنفع».

وفي باريس، صور الفنان دوجودو الذي اشتهر بالرسم على جدران الشوارع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كشرطي يضغط بركبته على عنق فلويد بينما هو يمسك بنسخة من الكتاب المقدس.

وتشير الجدارية إلى صورة لترامب وهو رافع الإنجيل أمام كنيسة سانت جونز في واشنطن بعدما أزاحت الشرطة بالقوة المحتجين من حديقة قريبة لإخلاء المنطقة له.

وفي باكستان، التي تشيع بها الشاحنات المرسوم عليها بألوان زاهية، رسم الفنان حيدر علي المقيم في كراتشي صورة لفلويد على جدار في بيته.