صفاء قرة محمد - بيروت

يتصاعد الخلاف بين «حزب الله» اللبناني وحاضنته الشعبية على خلفية الوضع الاقتصادي المزري الذي بات يعيشه الشعب اللبناني ومن ضمنه ما يسمّى بالحاضنة الشعبية للحزب، إضافة إلى أن الحزب وتحت ضغوط قانون قيصر اضطر لاتخاذ إجراءات للسيطرة على التهريب أو ضبطه مع نظام الأسد في سوريا، وهذا ما دفعه إلى إجراء بعض التنقلات بين مسؤوليه؛ ما أغضب عشائر بعلبك والهرمل الذين اعتبروا أن ما يحدث هو تهميش للعشائر وتمييز ضد أبناء المنطقة وتجاوز خصوصياتهم.

وبحسب موقع جنوبية، اعتبرت العشائر أن ما يقوم به «حزب الله» ومسؤولوه منذ مدة بات تشبيحًا وعمل مافيات و«تكسير» رؤوس وهذا الأمر لا يصلح مع العشائر وكبارها.

وانتفضت العشائر ضد حزب الله في الفترة الأخيرة؛ بسبب هجمة الحزب على العشائر ووجهائها واستئثاره بالقرار السياسي والحزبي والانتخابي من دون العودة إلى الوجهاء.

والأسبوع الماضي بدأت صدامات مسلحة في أكثر من منطقة، بالإضافة إلى قرار عشائري بطرد عناصر «حزب الله» من الجرود.

وقال أحد زعماء عشيرة آل شمص، والتي تضم 50 ألف شخص، إنه لم يعُد لـ «حزب الله» مكان بيننا.

ويرى مراقبون أن ما يجري اليوم في البقاع يؤكد وصول العلاقة بين العشائر و«حزب الله» إلى حائط مسدود في ظل إصرار الحزب على حرب إلغاء وسياسة تهميش بحق كل الناس.

في المقابل.. الناس جائعون، ولا فرص عمل ولا موارد للعائلات تعتاش منها في ظل جائحة «كورونا»، بالإضافة إلى إغلاق معابر التهريب والتي كان يستفيد منها صغار التجار وصغار المهربين.

فالتهريب توقف، وبقي محصورًا في معابر الحزب فقط، وتتم عمليات التهريب بكميات هائلة، ومردود بملايين الدولارات سنويًا على الحزب، عبر المناطق التي يسيطر عليها عسكريًا بين لبنان وسوريا.

ويؤكد أحد كبار وجهاء العشائر في منطقة الهرمل أن حزب الله يلعب لعبة خطرة مع العشائر، ولم يعُد مقبولًا السكوت عن تجاوزاته، والتي فجّرت الأوضاع، وهناك تمرد بكل ما للكلمة عليه.

وعندما يقول آل شمص أو آل زعتير أو آل دندش أو أي عشيرة كبيرة أخرى إنهم سيطردون «حزب اللهّ من الجرود فإنهم يعنون ما يقولون ولديهم القدرة على فعل ما لم يتصوره عقل».

ويشير الوجيه المذكور إلى أن نقل مسؤول البقاع الأمني مصطفى شمص إلى مركز آخر في «حزب الله» عقابي، خاصة أنه لم يعلن عن موقعه الجديد، كما لم يعلن «حزب الله» عمن سيخلفه. ويكشف الوجيه أن إزاحة شمص بسبب تجاوزاته، والمدعو وفيق صفا هو مَن أمر بإزاحته، بعد فلتان الأمور من يد الحزب هنا. وما يقوم به الحزب ومسؤولوه هنا منذ مدة بات تشبيحًا وعمل مافيات وتكسير رؤوس وهذا الأمر لا يصلح مع العشائر وكبارها، فالحزب الذي أخذ ثقة البقاعيين والشيعة تحديدًا بات ظالمًا وحليف الظالمين والأقوياء، ويستقوي على الضعفاء. ويقول إن هناك حالة تمرد وعصيان واضحة من العشائر ضد الحزب، والاشتباكات التي تجري فيما بينها هي بسبب انعدام وجود مورد مالي تعتاش منه العائلات.