صالح بن حنيتم

أثناء الحظر، هناك تصرفات من بعض السائقين (ترفع الضغط) وكل مرة أود أن أطرح موضوعا أتحدث فيه عن السلامة المرورية أشعر بحرج كوننا في وقت جائحة كورونا، لذا أجد نفسي مترددا للكتابة عن السلامة المرورية، ومن جانب آخر نتيجة للحظر أصبح من الطبيعي أن تقل الحوادث والإصابات، فقد يرى البعض أنه لا داعي للحديث عن السلامة المرورية، فالناس مشغولة بأخبار هذا الوباء وأعداد مَنْ توفي، ومَنْ تعافى، ومَنْ أصيب محليا وعالميا، وهل هناك أخبار عن لقاح جديد ..إلخ، ولا يلامون.

ولكن أثناء سفري للرياض الأسبوع الماضي وما شاهدته من تصرفات بعض السائقين الرعناء والسلوك المتهور واسترخاص حياتهم وحياة مَنْ يشاركهم الطريق من خلال طمس اللوحات حتى لا يتم رصد إنفلاتهم! جعلني أترك التردد وانطلق في مشاركتكم بهذا المقال.

السرعات الجنونية وطمس اللوحات أعاد إلى ذاكرتي صورة ذلك الحادث، الذي وقع لسيارة من الحجم الصغير على نفس الطريق قبل 5 سنوات تقريبا، في الواقع لم أشاهد الحادث وقت وقوعه ولكن للموقف، الذي حدث لي مع السائق قبل أن يغادر آخر محطة وقود خارج مدينة الدمام بعد أن طمس اللوحات بشريط لاصق، جعلني أتذكر السيارة، الموقف كان عبارة عن نصيحة، تحدثت لذلك السائق وكان في مقتبل العمر بكل احترام حول خطورة ما يقوم به من تصرف، فقال بنبرة وملامح وجه توحي لي بأن نصيحتي غير مرحب بها، جزاك الله خيرا.

المهم تحركت من المحطة بعده بنصف ساعة، وقبل الرياض تقريبا بمائة وخمسين كيلو لمحت سيارة (منقلبة) على جانب الطريق، وكان في الموقع دورية لأمن الطرق، وبهذه المناسبة أحيي رجال أمن الطرق على مجهوداتهم، وسألت رجل أمن الطرق وبداخلي خوف عن حالة جميع مَنْ كان في المركبة، وقال إن شاء الله أنهم بخير ولكن الخوف على حياة الزوجة والطفل كانا ينزفان حين تم نقلهما لأقرب مركز صحي، وذكرت له ما حدث لي مع السائق حول طمس اللوحة، أخذ نفسا عميقا ثم أطلقه بزفرة ممزوجة بألم قائلا إنها السرعة، التي أودت بانقلابه وللأسف نتعامل مع حوادث مأساوية مشابهة شبه يومي، وأثناء حديثه لم يتمالك دموعه وهو ممسك برضاعة الولد قائلا وش ذنب الطفل، كان الموقف حزينا، ومساحة المقال لا تكفي لسرد الحديث بالتفصيل عن صورة المشهد.

أعود لخط الرياض، فقد كنت أقوم بعد كل مركبة تتجاوزنا طمست لوحتها، فكان العدد 21 سيارة، للتنويه كنت راكبا وليس سائقا حتى لا ينشغل البعض متسائلين كيف أحسب وأعد وأنا خلف المقود!؟، النتيجة 21 مخالفا أو (طامسا) في طريق واحد طوله (400 كم)، فما بالكم ببلد يحتل المركز الـ 22 عالميا في شبكات الطرق، حيث تقدر بـ(221.4 ألف كم) كما ذكرت صحيفة (التليجراف) البريطانية، وبحسبة بسيطة، نفترض أن كل 400 كم 21 سيارة مخالفة في اليوم الواحد! 22000كم تقسيم 400= 55 (متهورا) نضرب الرقم في 21 في 360 لنجد أننا أمام 415800 (قنبلة موقوتة) سنويا، رسالة لسعادة مدير عام المرور في المملكة أتمنى أن يفعل نظام المرور السري التعاوني تحت شعار (كلنا رجال مرور).

Saleh_hunaitem@