نيويورك تايمز

شككت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية في قدرة الولايات المتحدة على إجراء انتخابات حرة ونزيهة في نوفمبر المقبل.

وبحسب مقال لـ «توماس فريدمان»، فإن البلاد تقترب من حرب أهلية، مضيفا «لكننا هذه المرة لسنا محظوظين، لأن إبراهام لينكولن ليس رئيس البلاد».

ومضى يقول «بدلا منه، لدينا دونالد ترامب، الرجل الذي كان أول رد فعل له عندما كانت البلاد تتمزق هو إطلاق الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين حتى يتسنى له الذهاب مشيا على الأقدام إلى كنيسة قريبة لالتقاط صورة تذكارية وهو يحمل الإنجيل». وأشار إلى أن ترامب لم يفتح الإنجيل لقراءة مقطع من الإنجيل عن تضميد الجراح، ولم يدخل الكنيسة لإجراء حوار يداوي الجروح، لكنه وقف لالتقاط صورة لزيادة دعمه وسط المتدينين البيض، بل وكان يحمل الإنجيل مقلوبا.

وتساءل الكاتب عن الكيفية التي يمكن بها إيجاد الزعامة المطلوبة لتهدئة الوضع ومعالجة الأسباب الأساسية للأزمة.

وتابع يقول «قبل 3 سنوات، كنت آمل أن يتدخل مجلس الشيوخ الجمهوري لكبح جماح ترامب».

وحول منصات التواصل الاجتماعي، أشار فريدمان إلى أنها مليئة بالمخلفات السامة، مضيفا «مارك زوكربيرغ، رئيس فيسبوك، دائما يبرر اختياراته الجبانة بكلمات بلهاء عن حرية التعبير، لكن من الواضح أن هدفه الأساسي هو ربح المال، بغض النظر عن أن منصته تستخدم لتدمير ديمقراطيتنا».

وأردف يقول «العلماء يخبروننا أن الأشخاص المصابين بفيروس كورونا والذين يتبعون سلوكا صاخبًا وبغيضا في غرفة مغلقة، هم أكثر من ينقل هذا الفيروس لغيرهم. ويخبرنا خبراء الإنترنت أن الأشخاص الصاخبين والبغيضين على الإنترنت هم أكثر من ينشر الأمراض السياسية. وذلك لأن نموذج أعمال الفيسبوك بأكمله هدفه تشجيع ومكافأة السلوك الغاضب، ليخلق المزيد من الغضب».وتابع بقوله «آمل أن يتمكن قادة أعمال أمريكا الكبار، وهناك الكثير منهم، من إيجاد طريقة للتوحد لقيادة نقاش هدفه تضميد الجراح من خلال دائرة أعمال مستديرة، رغم عدم استعداد الرئيس وعجزه عن القيام بهذا».وأضاف «يمكن لمجتمع الأعمال أن يصنع فارقا مباشرًا عبر دعم السياسيين الراغبين في إصلاح جهاز الشرطة، وعبر تعزيز وضع رواد الأعمال الاجتماعيين المحليين الذين يعملون في أحياء محرومة لمساعدة سكانها على تحقيق قدراتهم الكاملة».

ومضى يقول «أظن أن هناك سياسيين محليين يقومون الآن بدور قيادي رائع، كالكثير من عمداء المدن العظماء من خلفيات سياسية وعرقية مختلفة. كلما استمعت لعمدة مدينة أتلانتا كيشا لانس بوتومز وهي تتحدث، سواء حول التعامل مع فيروس كورونا أو الظلم أو الشغب في بلدتها، تتملكني الرغبة في سؤال المرشح الديمقراطي للرئاسة جو بايدن: هل ستختارها لتكون نائبة رئيس؟».

وأشار إلى أن كيشا استعانت لكبح العنف في أتلانتا، بمغني الراب المحلي كيلر مايك في مؤتمرها الصحفي، الذي تحدث لسكان المدينة، قائلا: حان الوقت لرسم الخطط والاستراتيجيات وتنظيم وحشد قواكم، كما حان الوقت لهزيمة المدعين الذين لا تحبونهم في صناديق الاقتراع، وحان الوقت لمحاسبة مكاتب رؤساء البلدية ونوابهم. وأكد فريدمان أن المساعدة لن تأتي من البيت الأبيض أو الحزب الجمهوري، لكن البلاد مليئة بأشخاص قادرين على حل المشاكل.

واضاف «نحتاج لأن نتجاهل ترامب بقدر الإمكان، لأنه جعل نفسه جزءا من المشكلة. لكن بإمكاننا تعزيز التواصل وتمكين قادة الأعمال والرواد الاجتماعيين والقادة المحليين الصاعدين والمستعدين لحل تلك المشكلة».