د. شلاش الضبعان

العنصرية مؤلمة ومدمرة، وتخالف الفطرة، ولا يقتحم أوحالها عاقل.

في عقيدتنا يقول ربنا جل جلاله «وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا»، ويقول جل شأنه في خطاب عام للبشرية «يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ».

وقال رسولنا صلى الله عليه وآله وسلم في خطبة الوداع «يا أيها الناس إن ربكم واحد وإن أباكم واحد، لا فضل لعربي على عجمي ولا لعجمي على عربي، ولا لأحمر على أسود ولا لأسود على أحمر إلا بالتقوى».

وعندما رأى صلى الله عليه وآله وسلم موقفا عنصريا قال بحزم «دعوها، فإنها منتنة»، ويحدث الصحابي الجليل أبو ذر رضي الله عنه عن موقف حصل له مع الصحابي الجليل أسود البشرة بلال بن رباح رضي الله عنه، فيقول: إني ساببت رجلا فعيرته بأمه، فقال لي النبي - صلى الله عليه وسلم -: «يا أبا ذر أعيرته بأمه؟ إنك امرؤ فيك جاهلية».

وفي الحديث النبوي «ألا إنه أوحي إلي أن تواضعوا، حتى لا يفخر أحد على أحد، وحتى لا يتكبر أحد على أحد، ومن كان في قلبه مثقال ذرة من كبر لم يدخل الجنة، وأورده الله رب العالمين النار».

واقعنا يحظى بقيم تأمر بالكرم ونجدة الملهوف مهما كان عرقه أو لونه، ومن رأى أن عرقه أو منطقته أو عائلته هي الأفضل، فهو محل استهجان أقرب الناس إليه، كما أننا نحظى بكون رجال أمننا ومسؤولينا يمثلون جميع أبناء شعبنا بلا عنصرية ولا تفاضل.

عن أنس رضي الله عنه أن رجلا من أهل مصر أتى الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال: يا أمير المؤمنين، عائذ بك من الظلم، قال: عذت معاذا، قال: سابقت ابن عمرو بن العاص فسبقته، فجعل يضربني بالسوط ويقول: أنا ابن الأكرمين، فكتب عمر إلى عمرو يأمره بالقدوم، ويقدم بابنه معه، فقدم، فقال عمر: أين المصري؟ خذ السوط فاضرب، فجعل يضربه بالسوط، ويقول عمر: اضرب ابن الأكرمين.

shlash2020@