حسام أبو العلا - القاهرة

المسماري: لا سلام بوجود الغزاة الأتراك على أراضينا

في الوقت الذي رحّبت فيه أطراف دولية وعربية بإعلان الأمم المتحدة قبول الجيش الوطني الليبي وحكومة الوفاق استئناف مباحثات وقف إطلاق النار، يسعى نظام الرئيس التركي أردوغان لإشعال الأزمة الليبية وتأجيج الخلافات؛ إذ زعم وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، أمس الأربعاء، أن القائد العام للجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر «لا يقبل بالحل السياسي».

ووصف الوزير التركي حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج غير المعترف بها من البرلمان الليبي بالشرعية، واعترف بأن بلاده تواصل دعمها وتقدم لها الخدمات العسكرية الاستشارية.

كما اعترف وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو بأن بلاده لديها مصالح في ليبيا، وقد تتخذ الخطوات اللازمة للدفاع عنها عند اللزوم، وكشف عن أن فايز السراج سيزور تركيا اليوم.

زيارة مشبوهة

واعتبر الباحث في الشؤون الليبية محمد فتحي الشريف في تصريحات لـ«اليوم» أن هذه الخطوة محاولة لإجهاض المسار السياسي لحل الأزمة الليبية، مؤكدًا أن الزيارة مشبوهة وفي توقيت غريب؛ إذ جاءت بعد قبول العودة لطاولة المفاوضات بساعات؛ ما يعني أن السراج في مهمة تلقي تعليمات للمرحلة القادمة.

مؤكدًا أن من مصلحة تركيا وقطر وجماعة الإخوان الإرهابية استمرار المواجهات العسكرية والاقتتال لنجاح مخططهم الكبير بتقسيم ليبيا، وحصول كل منهم على مكاسب سياسية ونصيبه من ثروات البلاد.

وشدد الشريف على أن ميليشيات الوفاق تدّعي قبول وقف إطلاق النار، بينما بدأت أمس بحسب المتحدث باسمها الوفاق محمد قنونو، ما سمّته «معركة تحرير المطار» وهي إشارة قوية على استمرار القتال ورفضها وقف إطلاق النار.

لا سلام مع الأترك

من جهته، رحّب الناطق باسم الجيش الليبي اللواء أحمد المسماري بدعوة الأمم المتحدة للعودة إلى طاولة المفاوضات، لكنه شدد على أنه لا تفاوض على السلام في ظل بقاء «الغزاة الأتراك» على الأراضي الليبية، مؤكدًا أن الجيش لن يتفاوض مع ميليشيات ومجرمين وعناصر من تنظيم داعش الإرهابي.

بدوره، أكد مدير إدارة التوجيه المعنوي بالجيش الليبي العميد خالد المحجوب الموافقة على استئناف الحوار في إطار اللجنة العسكرية الأمنية (5+5) لكنه أشار إلى عدم تلقي الجيش موعدًا دقيقًا لهذا الاجتماع، مؤكدًا أن الأمم المتحدة هي المسؤولة عن تحديده وشكل انعقاده، سواء كان مباشرًا أو افتراضيًا عبر الإنترنت بسبب جائحة «كورونا».

وكان وزيرا الخارجية المصري سامح شكري والإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد قد أعلنا في اتصال هاتفي بينهما «الثلاثاء» عن ترحيب بلديهما بإعلان الأمم المتحدة قبول الجيش الوطني الليبي وحكومة الوفاق استئناف مباحثات وقف إطلاق النار، وأكدا مجددًا التمسك بالحل السياسي، الذي يدعم السلام والأمن والاستقرار في جميع أنحاء ليبيا.

نقل أسلحة

ويواصل نظام أردوغان إرسال دعم عسكري إلى ميليشيات حكومة الوفاق وكشف موقع إيطالي يرصد تحركات الطيران العسكري في المنطقة تعزيز تركيا جسرها الجوي إلى مدينتي طرابلس ومصراتة، وإرسالها رحلات شحن عسكرية ضخمة في الآونة الأخيرة.

وذكر موقع «إتيمال رادار» أنه رصد رحلة لطائرة من طراز «لوكهيد سي 130 إي» تحركت من أسطنبول إلى طرابلس، وطائرة أخرى من أسطنبول إلى مصراتة، ليل الإثنين.

كما تحدث عن مغادرة طائرة ثالثة من طراز «بوينغ إي 7 تي» مدينة كونيا وسط تركيا الإثنين قبل أن تظهر بين مالطا وليبيا، مشيرًا إلى أنه سبق لها القيام بالمهمة ذاتها قبل يومين.

وأشار إلى أنه تتبع ما لا يقل عن 11 رحلة طيران عسكري تركي بين أسطنبول ومصراتة خلال آخر 9 أيام، منها اثنتان على الأقل وصلتا إلى مصراتة يوم الجمعة الماضي.

ضحايا بني وليد

على صعيد متصل، نعت غرفة العمليات العسكرية ببني وليد التابعة للقيادة العامة للجيش الليبي ضحايا الهجمات الجوية التركية على المدينة. وقالت الغرفة في بيانها إن الضحايا تعرضوا لقصف غاشم من الطيران التركي المسيّر.

وأكدت غرفة العمليات في بيان «الثلاثاء» أن بني وليد ستكون عصية على أذناب التركي المستعمر المحتل، ولن تكون إلا في صف الوطن وستقدم أبناءها فداء لتحرير الوطن من الميليشيات الإرهابية. وأهابت بأن كل أهالي المدينة، شيبها وشبابها، في صف واحد لتوحيد الجهود لمجابهة المستعمر التركي المحتل ومرتزقته.