أ. د. فائز الشهري يكتب: Prof_Faez_Saad1@

نعيش مراحل مواجهة جائحة كورونا (كوفيد 19) بإنجازات متميزة على مستوى العالم، حيث توجه مدير منظمة الصحة العالمية بالشكر إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز؛ على التوجيه الذي أطلقه، بمعالجة جميع المقيمين على أرض المملكة المصابين بفيروس كورونا مجانا. وكتب في تغريدة له على حسابه في تويتر: «هذا ما تعنيه الصحة للجميع شكرا خادم الحرمين الشريفين على قيادتكم والتزامكم لضمان حصول الجميع على الخدمات الصحية اللازمة لمكافحة كوفيد 19». وتابع قائلا: «نأمل بأن تحذو دول أخرى حذوكم في القيادة والتضامن».

وفي عيد الفطر المبارك، قال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله- «يواجه العالم ونحن جزء منه جائحة صحية واقتصادية لم يشهد العالم لها مثيلا، مما استدعى حلولا عاجلة لمواجهة جائحة فيروس كورونا المستجد، ولا يسعني في هذا الشأن، إلا أن أشكر المواطنين والمواطنات والمقيمين والمقيمات على وقوفهم بكل إخلاص ووفاء مع ما اتخذته الأجهزة المعنية في بلادنا من إجراءات احترازية ووقائية وعلاجية، هدفها الإنسان، ولا شيء غير الإنسان والحفاظ على صحته والعمل على رعايته، والسعي إلى راحته».

ومع هذه الجهود ذات الأثر البالغ، محليا وعالميا، فإنه من المهم البدء في صياغة الخطط الملائمة، وفي جميع القطاعات، لمواجهة مثل هذه الجوائح في حال تكرارها، لا قدر الله. وهنا، فإنني أطرح مبادرة إعداد (دليل التخطيط الحضري والإقليمي لمواجهة الجوائح بالمناطق) ليكون بمثابة خطة عمل محددة الخطوات في مثل هذه الحالات لكل منطقة. على أن يتم إعداده من خلال هيئات تطوير المناطق، والتي من مهامها رسم السياسات العامة لتطوير المنطقة وتنميتها وإعداد الخطط والدراسات والمخططات الإستراتيجية الشاملة للمنطقة وبرامجها التنفيذية، وإقرارها، وتحديثها عند الحاجة.

وأخيرا وليس بآخر.. فإن مثل هذه الدلائل ستساهم في رفع قدرة وكفاءة المناطق ومدنها وقراها على مواجهة الجوائح بأنواعها المختلفة، وتوثيق ورصد الخبرات والتجارب، وجعلها متاحة لاستفادة جميع دول العالم والمنظمات والمراكز والبرامج الدولية من تلك الخبرات والجهود التي تبذلها المملكة في مواجهة تحديات التخطيط والتنمية لتحقيق رؤية المملكة 2030 وأهداف التنمية المستدامة.