د. شلاش الضبعان

كنت أرى التأثر على وجه والدي طوال أيام التوقف عن الصلاة في المساجد كإجراء من الإجراءات الاحترازية لمكافحة جائحة كورونا، إذا سمع المؤذن يقول: الصلاة في بيوتكم!

فيردد عندما يسمعها: لا حول ولا قوة إلا بالله! الله يعيدنا لمساجدنا.

ومع عودتنا إلى مساجدنا فجر الأحد 8 شوال 1441هـ بعد غياب وصل إلى 74 يوما، كانت ثقيلة على الكثير ولله الحمد، ويتبين ذلك في فرحة الناس وتسابقهم على بيوت الله مع أول أذان لصلاة الفجر يخلو من «الصلاة في بيوتكم».

مع عودتنا لمساجدنا واجبنا أن نذكر الفضل لذوي الفضل، ففرح هذا المجتمع بعودته إلى بيوت ربه حتى ولو كان الإنسان مقصرا في بعض الجوانب هو دليل على خيرية مجتمعنا ولله الحمد، فهذا المجتمع تربى جيلا بعد جيل على أهمية الصلاة وتقدير بيوت الله، وهو أمر نفخر به ونفاخر على الدوام.

أيضا فرحتنا بعودتنا لبيوت ربنا يجب أن تدفعنا لزيادة الالتزام بالإجراءات الاحترازية، والتي أثبتت فعاليتها طوال الفترة الماضية، فشكرا لقيادتنا ورجالنا الذين تفانوا من أجل مجتمعهم، إن التزام محبي الصلاة بالإجراءات الاحترازية هو ضمان ألا نعود لنفس النفق الذي أخرجنا الله منه.

كما أن فرحتنا بصلاة الجماعة يجب أن تكون فرصة لدفع النفس للجدية فيها، فقد رأينا ما فقدناه بفقدها، ويجب أن يستفاد منها كفرصة تربوية يستفيد منها الأبناء ليسيروا على ما سار عليه الآباء، فقد رأوا حزن آبائهم وأمهاتهم بفقد صلاة الجماعة وفرحهم بعودتها، ولذلك لا يجب أن يكونوا أقل من آبائهم.

إن من المؤلم أن ترى ابن العائلة التي ورثت حب الصلاة والحرص عليها كابرا عن كابر قد يتساهل في صلاته التي هي عمود دينه، فهذا دمار عليه ووسيلة من وسائل الفشل الدنيوي والأخروي، فمن لم تكن علاقته بخالقه سوية، وهو الذي تربى في مجتمع رباه على معرفة ربه، كيف إذن ستكون علاقته بمن حوله أو بأهدافه سوية؟

في الحديث يقول المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم لمؤذنه بلال بن رباح رضي الله عنه «يا بلال، أقم الصلاة، أرحنا بها»

حقا أعان الله من فقد صلاة الجماعة!

shlash2020@