حسام أبو العلا - القاهرة

أطلقت قوات الحرس الثوري الإيراني الشهر الماضي صاروخا باليستيا، وادعت أن إطلاق هذا الصاروخ كان لوضع قمر صناعي في مدار بالقرب من الأرض، لكن الهدف الحقيقي من هذا الإجراء كما يرى عضو لجنة الأبحاث الدفاعية والإستراتيجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية مجيد حريري هو اختبار لصاروخ باليستي، مشيرا إلى أنه منذ أعوام بدأ النظام الإيراني في إطلاق صواريخه الباليستية القادرة على حمل أسلحة نووية بحجة إرسال الأقمار الصناعية.

وكشفت المقاومة الإيرانية، منذ أكثر من عقد من الزمن هذه المسألة، وتحدثت عن أن إرسال نظام الملالي الأقمار الصناعية إلى مدار حول الأرض هو مجرد ذريعة لتوسيع النظام اختبار صواريخه البالستية.

وأصدر المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية بيانا في الثاني من فبراير 2010، أكد فيه أن إطلاق النظام للأقمار الصناعية هو غطاء لصواريخ تحمل رؤوسا حربية نووية.

دعاية صاخبة

ويرى المعارض الإيراني مجيد حريري أن الدعاية الصاخبة من النظام المتعثر حول إطلاق القمر الصناعي هو حيلة لاستعراض القوة والخداع، ويحاول الملالي التظاهر بأنهم يحرزون تقدما في مجال العلوم والفضاء من خلال اختبارات صاروخية قادرة على حمل رؤوس حربية نووية.

يقع موقع الإنتاج في قاعدة بهشتي «بالقرب من قسم الذخائر» في شارع باسداران في طهران، وتستخدم وزارة الدفاع أيضا مراكز البحوث بجامعة شريف للتكنولوجيا، وجامعة العلوم والتكنولوجيا الإيرانية وجامعة «أمير كبير» للتكنولوجيا لإنتاج هذه الصواريخ.

وأشار عضو لجنة الأبحاث الدفاعية والإستراتيجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية مجيد حريري إلى أن النظام الإيراني ظل عدة أعوام يحاول التستر على أهدافه العسكرية الخاصة باختبار الصواريخ الباليستية تحت ذريعة إطلاق قمر صناعي كمشروع علمي ومدني، لكن هذه المرة، ظهر قادة قوات الحرس الثوري في مكان الحدث وأعلنوا أن مجمع إطلاق الصواريخ والأقمار الصناعية تحت سيطرة وإشراف القوات الجوية التابعة لقوات الحرس.

فضيحة كبرى

بالإضافة للأزمات الداخلية والدولية التي يواجهها النظام، فقد واجه أزمات داخلية داخل قوات الحرس والميليشيات التي يدعمها في المنطقة في أعقاب الفشل في التدخل بالمنطقة، بما في ذلك مقتل قاسم سليماني، قائد قوة القدس، وأيضاً فشله في اختبار 6 صواريخ في العام ونصف العام الماضي.

ويرى مجيد حريري أن الفضيحة الكبرى لخبراء «الجيوفضائية» في قوات الحرس كان إسقاط طائرة الركاب الأوكرانية في 8 يناير الماضي، ما أثار احتجاجات الطلاب في مدن مختلفة في جميع أنحاء البلاد ضد المرشد الأعلى للنظام علي خامنئي وقوات الحرس.

لذلك كانت قوات الحرس بحاجة إلى التظاهر بالقوة والمناورة الدعائية لمواصلة أنشطة قواتها والتدخل في دول الشرق الأوسط، وبعد إطلاق القمر الصناعي ظهر مسؤولو النظام وقوات الحرس في المشهد، وأطلقوا «بروباغاندا» واسعة النطاق حوله.

وبدأ قائد قوات الحرس اللواء حسين سلامي بإجراء مقابلات صحفية وإطلاق الدعاية، وقال قائد القوات الجوية والفضائية بقوات الحرس أمير علي حاجي زاده إنه بعد إطلاق القمر الصناعي أصبح النظام قوة عظمى، وتفاخر بالهجوم على قاعدة عين الأسد في العراق، قائلاً: جاهزون لإطلاق 400 صاروخ على مواقع أمريكية في وقت واحد.

الشعب يسخر

وسخر الإيرانيون من أكاذيب وتهويلات أمير علي حاجي زاده، خاصة أسر ضحايا إسقاط الطائرة الأوكرانية على وسائل التواصل الاجتماعي، بما في ذلك جواد سليماني الذي فقد زوجته في حادثة إسقاط الطائرة الأوكرانية، حيث قال: «حاجي زاده، تكلم أكثر!» كنتم تنوون إطلاق 400 صاروخ على مواقع أمريكية ولم تقوموا بإغلاق المجال الجوي هذا إشارة إلى جريمتكم.

وقال عضو لجنة الأبحاث الدفاعية والإستراتيجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية مجيد حريري: في الوقت الذي تدعي فيه قوات الحرس أنها أصبحت قوة عظمى، أطلق العالم حتى الآن عدة آلاف من الأقمار الصناعية إلى الفضاء، ناهيك عن أن المدار الذي يدور حوله القمر الصناعي الخاص بالملالي هو أدنى مستوى قريب من الغلاف الجوي، وبسبب قرب المدار من الأرض فإن عمر هذا القمر الصناعي مؤقت وسيسقط على الأرض مع انخفاض سرعته.

وأوضح حريري أن منطقة إطلاق القمر التي يتستر عليها نظام الملالي ويتحدث عن أنها مجهولة وغير معروفة لأحد، وهي واحدة من نفس المراكز الصاروخية في منطقة شاهرود المعروفة لوسائل الإعلام الدولية منذ حوالي سبعة أعوام، مؤكدا أن هدف النظام بجانب الحصول على الصواريخ كان تصدير الإرهاب والأسلحة النووية، مشيرا إلى أن كل مشروع صاروخي من هذه المشاريع يكلف عشرات أو مئات المليارات من الدولارات، وأن المبالغ التي ينفقها النظام للحصول على الصواريخ سنويًا هو أكثر بكثير مما ينفقه على صحة المواطنين.

فشل وإحباط

وأشار حريري إلى أنه في الوقت الحالي، وبسبب أزمة «كورونا» يحاول النظام التستر على يأسه وإحباطه وفشله في التعامل مع الأزمة عن طريق إطلاق الصواريخ وخلق أزمة دولية جديدة، وقبل أزمة فيروس كورونا غرق النظام بالعديد من الأزمات، بما في ذلك إسقاط الطائرة الأوكرانية، ومقتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني، والاحتجاجات الإيرانية ضد خامنئي وقوات الحرس في يناير الماضي، كما الاحتجاجات الشعبية في نوفمبر، والوضع الاقتصادي المزري للشعب الإيراني.