ترجمة: إسلام فرج

الجوع الشديد يصيب ربع مليار إنسان.. والوفيات قد تصل إلى 300 ألف يوميا

أكدت صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» الأمريكية أن احتمالات حدوث نقص شديد في الغذاء وتعطيل سلاسل التوريد، دفعت ببرنامج الغذاء العالمي إلى توقع تسجيل أكثر من 135 مليون جائع عام 2020، ومن مجاعة غير مسبوقة ما لم يتخذ العالم إجراءات سريعة ومنسقة، فيما دقت الأمم المتحدة ناقوس الخطر.

ونقل تقرير الصحيفة عن ديفيد بيسلي، المدير التنفيذي لبرنامج الغذاء العالمي، قوله عبر مداخلة على الإنترنت: «إن لم نتحرك الآن، فقد نشهد مجاعة بأبعاد خيالية».

وتابع بيسلي بقوله: «إن عاصفة كاملة من الأحداث قد تترك أكثر من ربع مليار شخص في حالة جوع شديد، فيما يمكن أن يكون أسوأ أزمة إنسانية منذ الحرب العالمية الثانية بسبب اللاجئين والوباء وآفة الجراد الصحراوي الذي أخذ يدمر مليون فدان من المحاصيل الجديدة في شرق أفريقيا».

الإمداد الغذائي

ومضى التقرير يقول «تشهد الولايات المتحدة ودول متقدمة ارتباكًا في سلسلة الإمداد الغذائي، ونقصًا في بعض المنتجات كاللحوم مع تزايد الجوع. لكن بقدر ما يبدو الوضع مقلقًا، يرى الخبراء أن انعدام الأمن الغذائي في الدول النامية والفقيرة يمثل حالة مختلفة».

ونقل عن بيسلي، قوله: «لا أتحدث عن أشخاص ينامون جائعين، بل قد نشهد موت ما بين 150 ألفًا و300 ألف يوميًا إن لم نعالج هذا الوضع على الفور».

وتابع التقرير: «بحسب المحللين ثمة عنصر رابع لما تحدث عنه بيسلي، حيث دفعت موجة قومية عددًا من الدول للانكفاء على ذاتها، معطية الأولوية لقضايا كالصحة والآثار الاقتصادية للوباء».

ونقل عن بيسلي، قوله: «إن دولًا مثل الولايات المتحدة بدأت تكثف جهودها، وإن كان عليها أن تقدم المزيد».

وأردف تقرير الصحيفة الأمريكية: «في الوقت نفسه، يستفيد العالم من موجة جديدة من منتجي الغذاء من الشباب وموردي سلاسل التوريد، وكانت بداية معظمهم من خلال أنشطة متعلقة بتغيّر المناخ، ويجدون في الوباء فرصة لإعادة أنشطة رئيسية، بدءًا من الزراعة إلى توصيل الأغذية».

همة المانحين

وحول ما يتردد عن فتور همة المانحين، رفض بيسلي ما يتردد عن أن الولايات المتحدة أخذت تتراجع عن دورها الريادي، قائلًا: «الولايات المتحدة ضاعفت تقريبًا تمويلها لبرنامج الغذاء العالمي خلال السنوات الثلاث الأخيرة. نسمع عن تراجع الولايات المتحدة عن التزاماتها المتعددة الأطراف، لكن أرى أنها لم تفعل ذلك».

وتابع التقرير: «في عهد الرئيس الأمريكي باراك أوباما، وصل تمويل الولايات المتحدة لبرنامج الغذاء العالمي إلى 1.9 مليار دولار. والعام الماضي، قفزت المساهمة الأمريكية إلى 3.4 مليار».

وأردف: «يرى بيسلي أن ميزانية العام الماضي لن تكون كافية» لتفادي مستويات شديدة من انعدام الأمن الغذائي، والمجاعة التي يتوقعها، ويقول إنه يركز جهوده للحصول على مانحين رئيسيين كالولايات المتحدة وألمانيا كي يرسلوا مساهماتهم في الوقت الحالي.

ودعا بيسلي المانحين إلى تقديم التزاماتهم بسرعة حتى يمكن تجهيز الغذاء قبل حدوث أسوأ انهيار لسلاسل توريد الأغذية.

ونقل التقرير عن بيسلي قوله: إن تحرك قادة العالم للقضاء على أية مجاعة في مهدها كفيل بأن يخفف من حالة عدم استقرار تترافق مع مجاعة شديدة تتردد أصداؤها لتقويض الأمن القومي في عدة دول.

لكن، وبحسب التقرير، ما يثير قلق بعض خبراء الأغذية هو ما يرونه من تقاعس المجتمع الدولي عن العمل معًا للتصدي لأزمة غذاء عالمي تلوح في الأفق، كما فعل في عامي 2007-2008، عندما ارتفعت أسعار السلع الغذائية الأساسية فجأة.

حالة طوارئ

وحذرت الأمم المتحدة من أن جنوب أفريقيا في خضم حالة طوارئ مناخية، مع مستويات الجوع في المنطقة على نطاق لم يسبق له مثيل.

وقال برنامج الغذاء العالمي إن سنوات من الجفاف والفيضانات واسعة النطاق والفوضى الاقتصادية تركت 45 مليون شخص يواجهون نقصًا حادًا في الغذاء مع تحمّل النساء والأطفال العبء الأكبر من الأزمة.

وتواجه زيمبابوي بالفعل أسوأ حالة طوارئ للجوع منذ عقد من الزمن، حيث يعاني 7.7 مليون شخص -نصف السكان- من انعدام الأمن الغذائي الحاد. ولكن هناك أدلة على أن الوضع «تدهور بشكل كبير».

وقال برنامج الأغذية العالمي إن حوالي 20% من سكان زامبيا -سلة خبز إقليمية- وليسوتو يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد، كما يفعل 10% من سكان ناميبيا. وقد تفاقمت الأزمة بسبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية وخسائر كبيرة في الثروة الحيوانية وارتفاع معدلات البطالة.

وشهدت الدول الست عشرة في مجموعة تنمية الجنوب الأفريقي، وهي منطقة حددتها اللجنة الحكومية الدولية المعنية بتغيّر المناخ بأنها «نقطة ساخنة» مناخية، موسم نمو طبيعيا واحدا فقط في السنوات الخمس الماضية. تأخرت الأمطار الموسمية في كثير من البلدان ويتوقع خبراء الأمم المتحدة، بنسبة يقين 60%، أن يحصد محصول آخر سيئ في الأشهر المقبلة.