كلمة اليوم

خدمة الحرمين الشريفين على وجه الخصوص، والرعاية والاهتمام بكافة بيوت الله عامة، هو نهج يتأصل في الثوابت المعمول بها والسياسات الراسخة في المملكة العربية السعودية منذ عهد الملك المؤسس -طيب الله ثراه- وحتى هذا العهد الزاهر بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع -حفظه الله-، هذا المعنى له مسارات متوازية وقيم منسجمة تتواتر في ثبات أمام مختلف المتغيرات، ولعل في الجهود المبذولة من قبل حكومة المملكة في سبيل محاصرة انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد ١٩) وحماية المواطنين والمقيمين على حد سواء، تحقيقا لمبدأ سلامة الإنسان، فمع قرار إيقاف صلاة الجمعة والجماعة لجميع الفروض بمساجد وجوامع المملكة كأحد الإجراءات الاحترازية والوقائية لحماية أفراد المجتمع من هذه الجائحة العالمية تقديما لمبدأ السلامة الذي تحث عليه تعاليم الدين الحنيف الواردة في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، ورغم أن الصلاة أصبحت في البيوت إلا أن أصوات النداء لها والأذان الدال على وقتها لم يغب لحظة فنداء الحق لا يزال مرفوعا يسمع صداه يتردد باعثا الطمأنينة في تلك الأوقات العصيبة التي عايشها الجميع بسبب آثار الأزمة العالمية، ولكنه في فجر يوم الأحد 8 شوال سيسمع النداء ويلبيه المصلون قاصدين بيوت الله بعد صدور الأمر السامي الكريم بالسماح بإقامة صلاة الجمعة والجماعة لجميع الفروض في مساجد المملكة، ما عدا المساجد في مدينة مكة المكرمة، مع الالتزام بالإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية، وذلك حتى نهاية السبت 28 شوال.

أمر بقدر ما يحمل من بشائر ورسائل لتلك النفوس التي تتوق للعودة لبيوت الله، فهو بذات الوقت يحمل في طياته المسؤولية على المصلين في التزامهم بما تم اعتماده من إجراءات احترازية وتدابير وقائية هادفة لأن تكون هذه العبادات قائمة على مبدأ حفظ النفس البشرية وحمايتها من آثار هذا الوباء.

الجولات التفقدية التي قام بها وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ الدكتور عبداللطيف آل الشيخ لعدد من مساجد مدينة الرياض للوقوف على جاهزيتها لاستقبال المصلين ودقة تعقيمها وقدرتها على تحقيق الالتزام بالإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية، ومثيلات هذه الجهود المتواصلة عن طريق منسوبي فروع الوزارة وبقية الجهات الحكومية المعنية في كافة مناطق ومدن المملكة؛ لتحقيق هدف الدولة بالاطمئنان التام على أن عودة المصلين لبيوت الله وأداء صلاة الجماعة سيتم بذات القيم المأمولة من كافة صور الحياة الطبيعية الأخرى التي نشهد العودة لها تدريجيا بمفهومها الجديد، القائم على التباعد الاجتماعي وبمراحل متتابعة مدروسة بعناية لتحقق أهداف المرحلة التي ستعتمد بالتأكيد على درجات وعي المواطن وسلوكه اليومي في سبيل ضمان نجاحها وانتقالها للمراحل الجديدة التي ترسم صورة مستقبل التنمية المشرق ورؤية المملكة الشاملة.

article@alyaum.com