مطلق العنزي

العالم تتحكم به ثنائية تنخرط في صراع؛ فوق الأرض، وتحت الأرض.

عالم ما فوق الأرض، الحكومات بالذات، يعرض لنا الوجه الحسن، وله أذرع سرية تنخرط في الدونيات السوداء.

أخطر ما في شبكات تحت الأرض أنها باطنية، لكن تضطرها الظروف، أحياناً، للصعود إلى سطح الأرض، وكشف أقنعتها.

من حسن حظ بلادنا أن التطورات كشفت مؤامرات وخفايا التنظيم العالمي للإخوان المسلمين، فاضطر لإعلان عدائه للمملكة وكشف أذرعته الأخطبوطية.

نظراً لأننا تمتعنا بثقافة طويلة من حسن الظن في كل ما يتلطى بالإسلام، لم نكن ننتبه للمؤامرات التي تحيكها منظمات الظلام ضد بلادنا وأمننا ووحدتنا.

الحقيقة، تنظيم الإخوان ليس خطراً على بلد عربي واحد، بل خطر على الأمة، بعد أن أعلن «شعوبيته» السافرة، وتولى قيادته شخصيات تكن عداء للأمة العربية. ولهذا تستخدم القيادة الإخوانية في اسطنبول عرباً مغفلين، أو مأجورين، لإنجاز نوايا التنظيم الشريرة في بلدانهم، مثلما استخدمت الصفوية قطعانا من العرب ليكونوا معاول هدم للأمة تحقيقاً لأماني الشعوبية.

وخطر تنظيم الإخوان يتجلى في أنه تنظيم عالمي، لا يعترف بالأوطان ولا بالمصالح الوطنية، ويقدمها هدية للتنظيم وتمكينه.

القيادي راشد الغنوشي، يخوض مع التونسيين معركة «وطنية» لمواجهة إخوانيته المتفلتة المتزمته، إذ يقدم ولاءه الإخواني على مصالح تونس، بالرغم من أنه رئيس مجلس النواب. لكن الغنوشي، بدلاً من استثمار منصبه في تعزيز المصالح التونسية وخدمة تطلعات التونسيين، اجتهد، كلياً، في توظيف منصبه لتعزيز التنظيم الإخواني على حساب مصالح تونس والتونسيين.

ولا تظنن أن الشعب التونسي ليست له طموحات في الحياة إلا تتويج فايز السراج حاكماً ليبياً لا يسأل عما يفعل.

تونس أعلنت موقفاً حيادياً فيما يتعلق بليبيا، وإن انحيازها لأي طرف لن يحل المشكلة ويدخل تونس في صراع الدببة، وفي لعبة محاور خطيرة، قد تنعكس على الأمن التونسي ومصالح البلاد. وهو موقف حصيف وحكيم، لكن الغنوشي ضرب بمصالح تونس عرض الحائط، وأدخل تونس عنوة في الصراع الليبي استجابة لرغبات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. وكان الغنوشي يجري اجتماعات سرية مع أردوغان، لم يكشف عن مضمونها لأي تونسي، لكنه مستعد للإفصاح عنها لأي إخواني في أي مكان، وعلى الرغم من أن تونسيين يتهمون نظام أردوغان بتسهيل مرور الشباب التونسي للتجنيد في منظمات إرهابية.

وأجرى الغنوشي قبل أسبوعين مهاتفة للإخواني السراج لتهنئته بنتائج معركة الوطية الليبية، وجرت المهاتفة بلا علم من الرئاسة التونسية ولم يبلغ مجلس النواب ولا الحكومة، وهذا يعني أن الغنوشي مستعد لارتكاب المحرمات الوطنية في سبيل دعم تنظيم الإخوان. والخطر أن الإخوان في كل بلد عربي يتصرفون بنفس هذه العقلية، على الرغم من أن الغنوشي بلغ من العمر عتياً، ويقدم نفسه إسلامياً تقياً، وكان يمكن أن يكون أكثر حكمة ورشداً من أن يكون مثيراً للاضطرابات والفتن.

وتر

أناشيد شواطئ الماء

وبهجة المدن،

إذ تعبر العواصف التيه..

وذرى الموجعات

وينير الصباح أودية البهاء..