حاوره - عساف الخليفي

سائق الراليات التويجري في حواره لـ اليوم

حقق لقب رالي عسير في نسخته الأولى، وتوّج بالمركز الأول في فئة الـT1، أبهر الجميع بسيارته المصنعة بالكامل داخل المملكة، وبأيادٍ سعودية 100 %، تلك السيارة حققت العديد من الإنجازات وشاركت في الكثير من البطولات، وكلّفت أكثر من مليون ريال، بطل الراليات السعودي، وأول سائق راليات بالمملكة، وأحد المبادرين برياضة السيارات الكابتن محمد الدهش التويجري، يكشف في حوار لـ«اليوم»، تفاصيل رحلته في عالم الراليات.

في البداية دعنا نسألك مَن أنت؟

ـ محمد بن دهش الدهش التويجري، ابن المجمعة، ومن سكان الرياض، من مواليد 1980م، وُلدت ونشأت ودرست وعملت وما زلت في الرياض، لست موظفًا بل طامحًا لأعمال التجارة والبحث عن الرزق من صنع يدي، خريج كلية إدارة الاعمال، تخصص محاسبة، (أحب الرياضيات والأعمال الرقمية).

حدثنا عن بداياتك في سباقات الراليات؟

ـ كان شغف الصحراء والصيد والمهارة في التصرّف في قيادة السيارة في أحلك الظروف؛ مما ولّدَ لديّ التمكّن من توازن المركبة، وكنتُ أجيد التصرّف «ولله الحمد» في السرعة وإنهاء الموقف بلا خوف، ولم أتسبب في أي حادث بسبب السرعة في الصحراء، فبحثتُ عن الراليات قبل سنّ العشرين، ولم أجد سوى في التلفاز، أتابع رالي داكار وغيره، فلو كانت الظروف في تلك السنين كسهولة التواصل والاطلاع الذي بين أيدينا حاليًا لما تأخرت حتى بدأت الراليات في المملكة عام 2006م، وكان عمري 26 عامًا حينها، وكنتُ أشارك في أي لعبة صحراوية من تطعيس وسباقات رملية، ونِلتُ منها جوائز عدة، فكانت قاعدة قوية لي لحين الإعلان عن رالي حائل، والذي أُقيم في عام 2006م، وبذلك تمت الأمنية والمشاركة في أول رالي صحراوي للوطن، وحققت فيه المنافسة على المركز الأول وبشهادة الجميع، لولا قدرة الله التي منعتني من إكمال الرالي، وفي اللحظات الأخيرة.

ما أقرب الإنجازات إلى قلبك؟

ـ تجهيز سيارتي بنفسي والمشاركة بها والمنافسة، رغم أنها كبّدتني خسائر أكثر من شراء سيارة.

كذلك راليات الخليج التي خطفتُ منها مراكز، والأهم اكتسبنا الخبرة التي تؤهّلنا للمنافسة «بإذن الله».

أيضًا رالي عسير الذي وضعتُ فيه بصمتي بتحقيق لقب المركز الأول لأول رالي يقام هناك.

ومشاركتي في رالي داكار هي أعظم وأقرب الإنجازات لقلبي، وأحمد الله أنني استطعت إكمال الرالي بسيارة من صنع يدي، وحققتُ المركز 49 من أصل أكثر من 134 سيارة.

كيف تقيّم تجربتك في رالي داكار؟

ـ التجربة أتت على أفضل من المطلوب، وهي إنهاء سيارتي لهذه المعركة، والحمد لله على الثقة، والوصول لخط النهاية بسلام، والتعرف على خبرات السابقين.

ما الإضافة التي استفدت منها في مشاركاتك السابقة في رالي داكار؟

ـ الإصرار في الفخر بالتصنيع ومنافسة الأبطال وبإنتاج ومشاركة سعودية 100 %، ومعرفة تفاصيل الاحتياج والإمكانيات وقياس الأمور على الواقع، ورسم الخطط والتفكير.

قبل كل سباق لابد من التحضير الجيد.. كيف كانت استعداداتكم لرالي داكار؟

ـ استعداداتنا للأمانة لم تكن جيّدة، أولًا بسبب ضيق الوقت حتى قرار المشاركة، وقبولنا كان متأخرًا جدًا، ثانيًا كنا منشغلين ببطولة المملكة للراليات، والتي استمرت إلى ما قبل رالي داكار بأسبوعين.

ما أبرز الصعوبات التي واجهتكم في داكار؟

ـ ضعف الإمكانيات أدى لضعف في الفريق، ثم الإرهاق، وكدنا ننهار، لولا توفيق الله وهِمَّة الفريق، وهم شباب سعوديون 100 %ويهمّهم تمثيل الوطن، ومن الصعوبات: ضعفنا في معرفة القوانين، فلم ندخل دورات تؤهّلنا ولا حتى اللغة المعتمدة لدى المنظم وهي الفرنسية في غالبها تساعدنا، ناهيك عن انشغالنا طول الوقت، ولسنا مثل الفرق الأخرى، فأنا والملّاح نعمل مع الصيانة في حال الاستنفار والاحتياج. ولكن نحمد الله أن داكار في بلدنا، فسهّلت علينا الموارد والإمدادات.

حدثنا عن سيارتك التي شاركت بها في داكار وكانت مجهزة بالكامل داخل المملكة؟

ـ في عام 2006 بدأت بسيارتي الشخصية، والتي هي أشبه بالسيارة العادية مُضاف إليها وسائل السلامة فقط، وفي 2012 ابتدأت بتصنيع سيارة من هيكلها إلى آخر إكسسوار فيها، والحمد لله وفّقنا، وبقدرات شخصية، في الظهور بشكل منافس في كل المحافل المحلية والدولية وبطولة العالم، وكما أن رؤية ولي العهد في التطور والازدهار جعلت في داخلي أنموذجًا صغيرًا لتحقيق الحلم في صناعة السيارات، وكنتُ لو قابلت سمو ولي العهد لقلت له ها أنا ذا قد صنعتُ ما بوسعي لأجتاز الاختبار الأول الذي يؤهلني لتمثيل الوطن في رياضة السيارات وتصنيعها.

مَن مِن أبطال الراليات الذين جعلوك تصر على أن تتجه لهذه الرياضة؟

ـ الفرنسي الكهل بيتر هانسل ما زال خلف مقود الراليات، وهو في العقد السابع من عمره، بطل رالي داكار 13 مرة، وبطل العالم عدة مرات آخرها 2019.

ما أبرز الصعوبات التي تواجهكم بشكل عام؟

ـ الإمكانيات، والإعلام الذي لم نأخذ حقنا فيه، والموارد المخصصة لأجزاء ومستلزمات السيارات الرياضية.

صِف لنا حالك مع الحوادث والأعطال؟

ـ كل الرياضات معرّضة للأخطار، ولكن من خلال تجربتي، فسيارة الرالي أكثر أمانًا من السيارات العادية بمراحل كثيرة، ففيها وسائل للسلامة هي في الأولوية للمشاركة، وفي مشواري الرياضي لم يكن في رصيدي من الحوادث إلا واحدًا عام 2018 وكانت الإصابات أشبه بالمعقولة.

ماذا عن سيارتك وفي أي فئة تصنّف؟

ـ سيارتي «ولله الحمد» من ضمن السيارات المصنعة محليًا، وتصنف الأولى في الخليج من حيث الإمكانيات، تنقصها علبة التروس (القير) وهي غالية الثمن جدًا، وهي من فئة الـT1، وقد صرفت عليها ما يزيد على المليون ريال خلال السبع السنوات الماضية.

كيف ترى انتشار سباقات الرالي والرياضات الميكانيكية في السعودية؟

ـ نحظى اليوم وبداية من عام 2019 باهتمام حكومتنا الرشيدة، فنحن جبل طويق، وولي العهد سندنا، وسنبهر العالم بإنجازاتنا، فمِن السبق أن يكون لدينا في المملكة أكثر من خمسة راليات محلية، واثنتان دوليتان، ورالي داكار العالمي، فأصبحت الصحراء معقل شراسة المنافسات، ومعركة السيارات.

ماذا يميّز رياضة السيارات عن غيرها من الرياضات الأخرى؟

ـ شغف الشباب بالسيارات يُعدّ المرتبة الأولى، وكمزاولة ومتابعة فيها إبداع مقدّر، فلدينا تنوّع مثلما يوجد في الكرة، تجد فيها القدم والطائرة والتنس والسلة وغيرها، وهنا في رياضة السيارات تجد سباقات الفورمولا والراليات والدراق ريس والساند دراق والدرفت والحلبات وغيرها، وتتميز رياضة السيارات بأنها لا تقف على عمر، كما في الكرة، بل إننا نجد فيها أعمارًا تتجاوز الـ60 والـ70 عامًا، هي شغف لا ينتهي.

ماذا عن فريقك؟

ـ أنا معهم وليسوا هم معي، أحبهم ولا أنسى فضلهم، فريقي كلهم سعوديون لا يتقاضون راتبًا، وإنما جهودهم معي شخصية وحب وانتماء.

هل أجبرك كورونا على إعادة ترتيب أوراقك؟

ـ من الأساس معظم أوقاتي في السنة غير العملية أقضيها بين الصحراء والمزرعة ومقر تجهيز الرالي في مزرعةٍ أيضًا، فللعلم.. لم أدخل مدينة الرياض التي هي مسكني من تاريخ 25 رجب حتى تاريخنا هذا، ولن أعود حتى تعود الحياة «بإذن الله»، وذلك قريب.

ماذا عن رسالتك الأخيرة؟

ـ لكل عمل تريده أن يستمر لابد من اكتمال الحلقات، فنحن سائقون قدّمنا أنفسنا بتكاليف وجهود شخصية، والمسؤول اتحاد السيارات بذل الجهود لإقامة هذه البطولات ودعمنا، ولاكتمال الحلقة.. يبقى الجزء الإعلامي الذي لم نستوفِ حقنا فيه؛ لتكتمل الحلقة بالجذب التجاري الدعائي، وتتسابق علينا الشركات، وكذلك تفعيل الإعفاءات والصلاحيات التي تُعطى للرعاة إذا ما انضممنا للخدمة المجتمعية، فتكون الموارد قوية. وأشكركم في صحيفة (اليوم) على استضافتكم لي.