كلمة اليوم

صعوبة المرحلة التي يمر بها العالم بسبب آثار جائحة كورونا المستجد (كوفيد ١٩) التي طالت النفس البشرية بين إصابات ووفيات وكذلك نمط الحياة الطبيعية التي وجدت انعكاساتها السلبية طريقها لاقتصاد الدول نتيجة تعطل الكثير من الأنشطة والمصالح والتبادلات التجارية ناهيك عن أسعار الأسواق البترولية، هذه الإسقاطات والحقائق التي باتت تشكل الواقع الذي تعيشه دول الشرق والغرب على حد سواء وإن كان يلتقي في مجمل خطوطه العريضة وحيثياته الشاملة إلا أنه واقع يتشكل في تأثيره ويختلف ويتنوع في معطياته ومؤشراته وأرقامه من بلد لآخر عطفا على الأسلوب الذي قررت فيه تلك الدول أن تواجه فيه انتشار هذه الجائحة، فبينما قررت دول عدم الالتفات كثيرا لما يجب اتخاذه من خطوات احترازية وتوفير الدعم اللازم للقطاعات الصحية -رغم استطاعة بعض تلك الدول- كانت الأولويات في أجندة الصرف المرصودة التي تخدم المضي في أهداف وأجندات خارجة عن النص تسبب تفاقم الأوضاع وتضاعف الأرقام فيما يتعلق بالإصابة والوفاة وتأثرت قدرة القطاعات الصحية والمعنية بتوفير أساسيات العيش الكريم على مجابهة تداعيات الأزمة في تلك الدول.

في المملكة العربية السعودية المشهد مغاير والرصد إيجابي والواقع مبشر عطفا على الجهود والتضحيات التي بذلتها المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع -حفظه الله- لمكافحة انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد ١٩) منذ بدايته والتي وضعت في مقدمة أولوياتها سلامة النفس البشرية، وهو ما كان أصل كل قرار وإجراء يصدر فيما يعنى بالتعامل مع آثار هذه الجائحة والدعم اللامحدود للقطاع الصحي والمتابعة الدقيقة من لدن القيادة الحكيمة لتفاصيل كل ما يتم ويدور في فلك تطبيق هذه الإجراءات من قبل القطاعات الحكومية المعنية.

فما سبق أن أكده معالي وزير الصحة الدكتور توفيق الربيعة عن كون معدل الوفيات في المملكة منخفضا جدا بالمقارنة بمعدل الوفيات العالمي الذي يقدر بكونه أكثر من عشرة أضعاف المعدل في المملكة، وأنه رغم أن الدولة وفرت آلاف الأسرة للعناية المركزة وأجهزة التنفس الصناعي لمرضى فيروس كورونا المستجد إلا أن الشاغر يزيد على ستة وتسعين بالمائة، وما يعلن يوميا من قبل وزارة الصحة عن ارتفاع حالات التعافي في المملكة ما هو إلا دلالات على أن تلك الجهود المبذولة والرعاية والاهتمام الذي أولته الدولة لمواجهة الجائحة يؤتي أكله ويجنى ثماره يوما بعد يوم، في مشهد يدعو للتفاؤل ويؤكد على ضرورة الالتزام بتعليمات الدولة التي تتعلق بالتباعد الاجتماعي والإجراءات الاحترازية فهو الأمر الذي يثبت نجاعة أثره في تحقيق المزيد من النتائج الإيجابية بالتالي العبور إلى بر الأمان لتجاوز هذا الظرف الاستثنائي.

article@alyaum.com