د. شلاش الضبعان

بعض الأسئلة غبية! وفي هذا الوقت أصبحت لا يمكن أن تفارق العين والأذن مع شديد الأسف.

هل غباء السؤال من غباء صاحبه، أم هو تذاك في غير محله؟!

قد يكون غباء السؤال من غباء صاحبه، وهنا لا مشكلة فهذه قدرات هذا الإنسان، خلقه الله غبيا، والله لم يخلق جميع البشر أذكياء وبالتالي فلا بد من مراعاة ذلك في الإجابة مع الصبر والسعي في التطوير.

وقد يكون غباء السؤال من تذاكي صاحبه، فصاحب السؤال ذكي ولكنه يتغابى لأجل أمر يظن أنه بسؤاله الغبي سيصل إليه، ومثل هذا الذكي صاحب الأسئلة الغبية يحتاج إلى وقفة جادة حتى لا تستمر معه هذه الحالة.

وفي كلتا الحالتين، فإن غباء السؤال فيروس يجب التخلص منه، وعزل صاحبه لمساعدته في التعافي، لأن السؤال الغبي دمار على السائل والمسؤول والمجتمع بأكمله، ففيه تعويد على الكسل وعدم البحث عن المعلومة، فهو يسأل عن كل شيء وأي شيء لكيلا يبحث، وفيه ترسيخ لصورة سيئة عن صاحب السؤال الغبي يتسبب في الإضرار به في قادم الأيام لدى كل من يتعامل معه، بالإضافة إلى أن فيه إشغالا وإضاعة وقت للمؤثرين الذين يتسلط عليهم هذا بأسئلته، وفوق ذلك فإن المجتمع الذي تنتشر فيه الأسئلة الغبية سيعاني كثيرا.

في ديننا الحنيف نهي عن كثرة السؤال، ففي الحديث يقول المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم «إن الله كره لكم ثلاثا: قيل وقال، وإضاعة المال، وكثرة السؤال».

من نماذج الأسئلة الغبية سؤال شخص عن أمر ليس بيده، وسؤال شخص عن خصوصياته، ومنها أيضا سؤال شخص آخر عن مستقبلك، فالبعض تجده يسأل غيره: هل تتوقع أن أنجح أم لا؟!

ما دمت لم تعرف أنت نفسك، كيف تريد من غيرك أن يعرفها!

عموما ظاهرة الأسئلة الغبية ليست وليدة اليوم، بل أصحابها تلاميذ عند حمقى ومغفلين سبقوهم، فقد ذكر ابن الجوزي في كتابه أخبار الحمقى والمغفلين نقلا عن أحد المغفلين أنه سأل غلامه: أي يوم صلينا الجمعة في الرصافة؟، ففكر الغلام ساعة، ثم قال: يوم الثلاثاء!

الخطورة إن كانت الأسئلة الغبية تتوارث.

shlash2020@