اليوم – الدمام 

- تتولى انتاج النصوص الفائزة وتقديمها فى عروض محلية وعالمية

- مسرحيون يشيدون بها: تخلق فرصة تنافسية راقية بين المؤلفين

أشاد مسرحيون بـمسابقة التأليف المسرحي التي أطلقتها هيئة المسرح والفنون الأدائية التابعة لوزارة الثقافة، والتي تهدف لاستثمار فترة العزل الوقائي لتقديم نصوص مسرحية موجهة لكافة شرائح المجتمع، فيما تركز المبادرة أيضاً على دعم المبدعين والمبدعات في مجال الكتابة المسرحية، وتقديم جوائز بقيمة 360 ألف ريال تتوزع على أصحاب النصوص الفائزة، إضافة لدعم إنتاجها واخراجها بشكل إبداعي لعرضها محلياً وعالمياً.

فرصة تنافسية

المؤلف والمخرج المسرحي إبراهيم الدوسري أكد بأن مبادرة مسابقة التأليف المسرحي التي أطلقت في هذا الوقت تحديداً تعكس الحرص العميق لوزارة الثقافة على أبنائها المثقفين والفنانين بشكل عام والمسرحيين بشكل خاص، كما تساهم في خلق فرصة تنافسية راقية بين المؤلفين خصوصاً في ظل ما يعيشه المجتمع من حجر وقائي لمنع انتشار فايروس كورونا، مشيداً بذات الوقت بإطلاق الوزارة لهيئة المسرح والفنون الأدائية، وقال: وجود هيئة المسرح والفنون الأدائية بالنسبة لنا كمسرحيين بمثابة صمام أمان لضمان ديمومته، وكلنا ثقة بأن المسرحيين المحليين سيحملون على عاتقهم إثراء هذه الهيئة والوقف معها جنباً إلى جنب لتحقيق رؤية وزارة الثقافة.

وأضاف الدوسري الذي قدم مجموعة من الأعمال المسرحية والأوبريتات الوطنية كان آخرها عمل مسرحي في مهرجان المسرح الخليجي للمعاقين في الكويت، بأن على المؤلفين الاتجاه نحو المدارس الأكاديمية العالمية المتخصصة بالمسرح، وذلك لمنح نصوصهم أبعاداً فكرية مختلفة لتطوير المسرح المحلي، مع التركيز على معرفة مكونات المسرح وعناصره لكي تكون انطلاقة موفقة بإذن الله.

دماء جديدة

من جهته أشاد المؤلف والمخرج المسرحي علي الغزوي بالمسابقة التي تأتي ضمن سلسلة من الخطوات التحفيزية للفنانين والمبدعين بشتى المجالات الفنية المختلفة، وقال الغزوي الحاصل على عدد من الجوائز في مسابقات ومهرجانات مكتب رعاية الشباب وجمعية الثقافة والفنون وجائزة الإنجاز ووزارة التربية والتعليم: كلي ثقة بأن مسابقة التأليف المسرحي ستثمر بظهور دماء جديدة وعروض تنافسية متقدمة في مسرحنا السعودي، والذي كان ولازال زاخراً بالنصوص والكُتاب الذين يُشار لهم بالبنان في كبرى المحافل المسرحية العربية، ومن الجميل أن يتم تقديم فرع لنصوص الطفل كون هذا النوع من المسرح يُعد من الوسائل التربوية والتعليمية التي تسهم في تنمية فلسفة وفكر الناشئة.

معرباً في الوقت نفسه عن أهمية النص في العمل الإبداعي بالقول: كما هو معروف أن النص المسرحي هو اللبنة الأولى للعمل والارتكاز الذي ينطلق منه العمل، لذلك جاءت هذه المبادرة لتشجيع الإنتاج النوعي وتحفيز للمشتغلين من الكُتاب على تقديم نصوص متدفقة بروح جديدة ومشتعلة بفن الصراع والجدل، وذلك في سبيل صناعة هوية مسرحية سعودية تُقدم الفرجة لمختلف فئات المجتمع وتكون مرآه حقيقية لمواضيعه وهمومه.

وكشف الغزوي تفاؤله بجهود وزارة الثقافة وهيئة المسرح والفنون الادائية بعد زمن من الاجتهادات الفردية التي كانت تطغى على عمل المسرحيين في الماضي، بقوله: بكل تأكيد يشعر كل مسرحي بالأمل من خلال خطط سمو وزير الثقافة الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود، وتمكين المواهب بما يكفل للمسرحي أن يقدم إبداعاته بصورة مستدامة، وفي هذه المبادرة رسالة واضحة على الحرص والاهتمام بمكانة أبو الفنون ضمن خطة عمل الهيئة والوزارة.

ووجه المؤلف والمخرج الغزوي نصيحته للكتاب الشباب الموهوبين بأن يكتبوا مواضيع ذات قيمة تتجاوز السائد، مع التركيز في بناء النص على الأسس الصحيحة لتكوين الشخصيات والصراع، والاطلاع على النماذج والنصوص العالمية كتغذية معلوماتية تساهم في إثراء تجربتهم في الكتابة.

المسرح الاجتماعي

وذكرت الكاتبة سلمى بوخمسين بأن المسابقات في العالم العربي عموماً وفي المملكة تحديداً تعتبر أكبر مشجع للشباب على خوض التجارب الثقافية المتنوعة، لذلك من المتوقع بأن تشهد مسابقة التأليف المسرحي إقبالاً كبيراً من الكتاب أصحاب التجارب والمستجدين في هذا المجال، وهو ما سينعكس إيجاباً في إثراء الإنتاج السعودي.

وعن أنواع المدارس التي يميل المسرحيون لها في الفترة الماضية قالت: يميل المسرحيون الشباب مؤخراً للمدرسة التجريبية التي تعد من المدارس النخبوية، وذلك للمشاركة في المسابقات، فيما لا يجد هذا اللون إقبالاً جماهيرياً حقيقياً، لذلك أتمنى أن يركز المشاركين على الكتابة في محاولة إثراء المسرح الجماهيري بأعمال فنية ترتقي لذائقة الجمهور وتجذبه من خلال أعمال كوميدية اجتماعية هادفة.