عبدالرحمن السليمان

يعرف عن الفنان عبدالله حماس غزارة الإنتاج سواء كان في مرسمه الرئيسي بمدينة جدة أو عندما يغادرها كل صيف إلى مسقط رأسة في أبها، والتي أنشأ فيها مرسما كبيرا، وأقام لإنتاج الفترة الصيفية الفائتة معرضا كبيرا في مرسمه، العزلة التي فرضتها ظروف كورونا كان لها ثمارها الفنية ونتاجها عند حماس، فهو عُرف بغزارة الإنتاج وتجدده وكانت الفرصة مجالا للعمل بطاقة مضاعفة، لا أعتقد أن أعمال الفنان الأخيرة اختلفت إلا من خلال اكتشافات تبعثها نتيجة، كان يشتغل على المفردة الشعبية وعلى الشكل المعماري وعلى الرمز المحلي. أعماله تمنحك الإحساس بمكان وببيئة أصيلة ومختلفة يحملها اسمه، عبدالله حماس الذي ولد في أبها هو ابن الرياض وتبوك بجانب جدة التي يقيم فيها، عاش في تلك المدن فترات من حياته، رسم أولى أعماله في تبوك وكان طالبا في المرحلتين المتوسطة والابتدائية، وفي معهد التربية الفنية بالرياض تلقى تعليمه الفني وأقام في العام التالي من تخرجه أول معارضه الفردية 1974، وعاد إلى أبها بعد أن عمل سنوات في الرياض لكنه استقر في جدة فيما بعد وفيها زاد نشاطه وأقام معارضه ومنها تحرك إلى دول العالم، العزلة ولّدت أعمالا كثيرة، هي امتداد لأعماله السابقة، لكنه يحاول دوما الخروج بأفكار جديدة ومختلفة عن سياقات التجربة التي تتلاقى عادة في العناصر وتركيبها والطريقة الفنية التي يعالج بها أعماله، وهو ما حدث في اشتغالاته الأخيرة، مع متعة وقدرة في الرسم على مقاسات كبيرة، وصلت إلى المائة متر في مترين لعمل عرضه في الرياض ودبي قبل عقود. الأعمال الصغيرة تحقق لديه نفس النتائج والمستوى وإن ببعض الوحدات والعناصر التي تختزل وتبسط، إبداعات حماس تتجدد وتتواصل.

solimanart@gmail.com