عبدالرحمن إدريـس - الدمام

أستاذ تغذية علاجية طالبت بتغيير الأنماط المعتادة

مضى نصف شهر رمضان سريعا، وما زالت مشكلاتنا في كم ونوعية الغذاء قائمة، وهو ما يلفت النظر إلى ضرورة الاهتمام بهذا الجانب، خاصة في «زمن كورونا» وذلك بالاستفادة من إيجابيات التوعية، فيما فرضت موائد الصيام وجودها، كما زاد الحجر من فتح الشهية بلا ضوابط، ما يعني الخروج من الموسم بـ«زيادة الوزن»، وبالتالي ارتفاع معدلات الإصابة بالسكري وأمراض القلب خاصة مع الجلوس لفترات طويلة بالمنزل.

«اليوم» تناقش مشكلات السمنة في ضوء استعراض عدد من الدراسات الجديدة محليا وعالميا، وتطرقت أستاذ التغذية العلاجية بجامعة الملك عبدالعزيزالبروفيسورة جميلة هاشمي إلى 5 عوامل من أجل طعام صحي في رمضان هي : التركيز على محاولة تجهيز الأطباق بطريقة صحية أكثر، والطبخ على البخار والخبز في الفرن بدلا من القلي، والإكثار من شرب الماء يساعد على الشعور بالشبع كما يسرع عملية الهضم حيث تتشابه مؤشرات الجوع والعطش، والحرص على تناول الخضراوات والفواكه والحبوب الكاملة، وممارسة الرياضة وهو ممكن في البيت بمتابعة المعروض في «الإنترنت» من أنواع من الرياضات المنزلية الممتعة. وتناولت د. هاشمي مشكلات السمنة في ضوء استعراض بعض الدراسات الجديدة ، حيث تحدثت عن التعامل مع المشكلة في أبعادها المختلفة، ومجال تعديل السلوكيات السائدة، كما تناولت ظروف كورونا مرورا بشهر الصيام، إضافة إلى فاعلية ممارسة التمارين الرياضية في البيوت خلال فترة الحجر.

تقول د. هاشمي في بداية حديثها لـ «اليوم»: من المهم تغيير الأنماط المعتادة من أجل التخلص من العوامل التي تساعد على «السمنة»، من ذلك استعمال أطباق طعام صغيرة الحجم، بدلا من الأطباق الكبيرة، والامتناع عن تناول الطعام أثناء مشاهدة التلفزيون أو العمل على الحاسوب، فقد يكثر تناول الوجبات الخفيفة أثناء ذلك، ما قد يؤدي إلى «السمنة» على المدى الطويل،

وأضافت د. الهاشمي بقولها: لقد اتخذت السمنة أبعادا شبه وبائية في جميع أنحاء العالم، حيث باتت تتسبب في وفاة ما لا يقلّ عن 2.6 مليون نسمة كل عام، وبعدما كانت من سمات الدول مرتفعة الدخل، أصبحت تنتشر أيضا في الدول منخفضة ومتوسطة الدخل، و«السمنة» هي زيادة وزن الجسم عن حده الطبيعي 30 %- 40 % نتيجة تراكم الدهون، وهذا التراكم ناتج عن عدم التوازن، بين الطاقة المتناولة من الطعام والطاقة المستهلكة في الجسم.

واستعرضت د. الهاشمي نتائج بعض الدراسات، التي تدعو في المقارنة إلى معرفة الجوانب المشتركة لأسباب السمنة، حيث خضع 185 شابا في أمريكا يعانون زيادة في الوزن للتجربة، وكشف الباحثون بعد متابعة نمط حياتهم اليومي وقياساتهم الجسمية والتحاليل المخبرية لهم، ارتباط تركهم وجبة واحدة في اليوم، واستهلاك أكبر من الطاقة في الوجبات الأخرى، مع ارتفاع ملحوظ في زيادة السعرات الحرارية المتناولة في الوجبات التالية، وبالتالي مستوى عال في الدهون الثلاثية لديهم.

وأشارت د. الهاشمي إلى دراسة أجريت على مراهقات في المملكة، كان الهدف منها اكتشاف الارتباط بين المُتناول الغذائي لبعض الأطعمة وحدوث السمنة، والعينات كانت بين عمر 12 إلى 19 سنة وعددهن 512 فتاة، وكانت النتائج أن الفتيات البدينات كن أكثر تناولا للحلويات والشوكولاته والمشروبات الغازية، مع قلة تناولهن الفواكه والخضراوات والأغذية المفيدة، وذلك يعود لعدم توعيتهن في المدارس حول العادات الغذائية الصحية.