صحيفة اليوم

أكثر من 26 % من الزيارات لتطبيقات التراسل

كشفت بيانات حديثة ارتفاعًا في نشاط أطفال المملكة على الإنترنت بنحو أربعة أضعاف في نهاية الربع الأول من العام الجاري 2020، مقارنة بنهاية الربع الرابع من العام الماضي، مع استمرار إجراءات الحد من انتشار فيروس كورونا المستجد وأهمها الحجر الصحي المنزلي.

وقال باحثون في الشركة العالمية المتخصصة في حلول أمن البيانات «كاسبرسكي»، إن تحليل البيانات التي تتيحها وحدة الرقابة الأبوية، أظهر تلك النتائج ، موضحين أن نشاط الأطفال على الإنترنت يحظى في الوقت الراهن بالأهمية ذاتها التي يحظى بها سلوكهم وبيئتهم الاجتماعية خارج المنزل، ما يعني ضرورة مساعدتهم على التنقّل في أرجاء الويب بسلام والحرص على أن تكون تجربتهم إيجابية دائمًا. وأضافوا إن الأطفال يميلون أثناء الحجر الصحي المنزلي في مختلف أرجاء العالم للبحث أكثر عن الترفيه عبر الإنترنت، الأمر الذي أظهر خلال هذه الفترة بعض التغيّرات المهمة في سلوكهم والتي ترتبط بزيادة نشاطهم الرقمي.

وأشارت البيانات إلى أن الأطفال أظهروا زيادة أكبر لدور وسائل التواصل الاجتماعي، إذ ارتفعت نسبة الأطفال الذين ينشطون في استخدام الإنترنت للتواصل عبر تطبيقات التراسل وقنوات التواصل الاجتماعي في المملكة في مارس، إلى أكثر من ربع العدد الإجمالي للزيارات بنسبة 26.4 %، مقارنة بأقلّ من الخُمس في فبراير 18.6%، مضيفة: صاحبَ هذا التوجّه زيادة في اهتمام الأطفال بمصادر الأخبار طوال الربع الأول من العام، والتي شكّلت حوالي 4 %من جميع زيارات مواقع الويب. لكن أبدى الأطفال اهتمامهم في معظم الوقت باستهلاك أنواع مختلفة من المحتوى، كالبرمجيات وملفات الصوت ومقاطع الفيديو، كذلك أظهر شهر مارس زيادة في اهتمام الأطفال بمواقع التسوق والمتاجر الرقمية، والتي احتلّت 10% من زياراتهم لمواقع الويب.

وقال رئيس قسم سلامة الأطفال في «كاسبرسكي» أندري سيدنكو، إن الإحصائيات تشير إلى أن توجهات استخدام الأطفال للإنترنت في السعودية تنسجم مع ما يشهده العالم في هذا الشأن، مشيرًا إلى أن الأطفال في جميع أنحاء العالم أصبحوا أكثر نشاطًا عبر الإنترنت منذ بدايات الأزمة.

ودعا الآباء إلى الاطمئنان؛ إذ تظهر بيانات شركته اهتمام الغالبية العظمى من الأطفال بالتواصل الاجتماعي عبر الإنترنت ومشاهدة مقاطع الفيديو والاستماع إلى الموسيقى وتشغيل ألعاب الفيديو، مع ابتعادهم عن المحتوى غير المرغوب فيه والأخبار المزعجة، مستطردًا: وعلاوة على ذلك، نجد أن نشاطهم على الإنترنت أثناء الحجر المنزلي يرتبط باهتمامات الكبار؛ من أخبار ومحتوى فيديو وتسوق، وهذا يدعونا إلى انتهاز هذه الفرصة لممارسة هذه الأنشطة معًا، بدلًا من أن نترك مشاعرنا للقلق.

وأوصت «كاسبرسكي» الآباء بتقديم المساعدة والدعم للطفل عند معرفة ما يبحث عنه على الإنترنت، مع الحرص على استخدام المعلومات بعناية، ومناقشته بمقدار الوقت الذي يمكن قضاؤه على وسائل التواصل الاجتماعي، ومحاولة إقناعه بعدم استخدام وسائل التواصل الاجتماعي أثناء أوقات التعلّم المدرسي عن بُعد وخلال الليل.

كما دعت لمحاولة تجنّب تحديد الدائرة الاجتماعية للطفل، مع الطلب منه توخّي الحذر عند اختيار الأصدقاء وإقامة علاقات التعارف، واستخدام حل أمني موثوق به، لحماية العائلة والبيانات الشخصية، إضافة إلى حماية الأطفال من التهديدات الرقمية والمحتوى غير المرغوب فيه، مؤكدة أن البقاء في أمان خلال هذه الأوقات الصعبة، أولوية قصوى.