كلمة اليوم

المشهد الإنساني في اليمن يزداد ألما في ظل الأزمة العالمية التي تسببت بها آثار جائحة كورونا المستجد، ولا سيما في ظل استمرار الجرائم والانتهاكات البشعة التي تصر فيها ميليشيات الحوثي على خرق العهد والهدن والاستمرار في تنفيذ الأوامر التي تتلقاها من النظام الإيراني الذي يصر على ضلاله، رغم ما يعانيه من أزمات داخلية إنسانية بسبب عجزه عن توفير ما يحتاجه شعبه من الاحتياجات الصحية والغذائية والحيوية، فهو في ظل هذا الواقع المؤلم للشعب الإيراني قد آثر أن يدعه يواجه الموت في سبيل أن يستمر دعمه لميليشياته في اليمن ولبنان والعراق وأجزاء أخرى لكي تكون لديها القدرة للمضي في تنفيذ أجنداته الشيطانية الهادفة لكل ما من شأنه خلق البلابل وزعزعة استقرار المنطقة، غير آبه بكل النداءات الدولية والظروف الاستثنائية التي يعيشها الشرق كما الغرب بسبب فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19)، ولكن في إطار هذه المعطيات يبرز في المشهد الداخلي الحوثي، ما يثبت حجم الخلل في تركيبة هذه العصابة والارتباك الذي يمتد من أساس ما يفترض إن جاز التعبير أنهم أصحاب قرار فيها ومرجعية داخلية في هذه العصابة القاطنة في الأراضي اليمنية وصولا إلى بقية أفراد الخلية المحيطة بهم، خلل صاحب فظاعة أفعالهم التي لم ولن تخفيها أقوالهم مهما بلغت بلاغة الخطاب، فالحقائق المنقولة للعالم بالصوت والصورة تثبت يوما بعد يوم أن هذه الشرذمة المؤتمرة من داعم الإرهاب الأول في المنطقة والعالم والتي باعت آخر ذرة أخلاق بشرية وصفات إنسانية في سبيل أن تكون أداة رخيصة في أيدي النظام الإيراني وهي تمارس النهب والسلب لخيرات اليمن والاعتداء على البشر والممتلكات وإزهاق الأرواح البريئة والإفقار المتعمد للشعب اليمني وانتهاك حقوقهم، بل وصل بهم الحال إلى قتل النساء في بيوتهن، فهذه التناقضات المحزنة والمتنافية مع أبسط القيم الإنسانية برزت لها انعكاسات تبلورت في عزوف حاضنة الحوثي عن الاستماع لمحاضرات عبدالملك الحوثي بسبب ذلك التسخط من ادعاء الفضيلة من قبل أكبر ممثل للفساد والمفسدين في هذا العصر الحديث، مؤكدين أن خطاباته التي يقلد فيها حسن نصر الله - الذراع الأخرى لتلك الشرور الشيطانية والتي تقود حزب الله لتنفيذ أجندة النظام الإيراني التخريبية في لبنان والمنطقة - ما هي إلا نفاق ورياء وادعاء للفضيلة تنافي أفعالهم المشينة وما ترتكبه أيديهم من جرائم في حقوق الإنسان والإنسانية أمام مرأى ومسمع من العالم، مما دفع الحوثي إلى إلزام الإعلاميين التابعين له بعمل حملة مكثفة للترويج لمحاضراته بكافة الوسائل الممكنة عبر فتح مكبرات أصوات المساجد وبثها في القنوات ليل نهار، ولجوئهم لترويج كل تلك الأكاذيب عن المدعو عبدالملك الحوثي بأن الاستماع لمحاضراته يعتبر علاجا لمقاومة فيروس كورونا وأن سماع صوته يعتبر تلقيحا فيروسيا مضادا.

هذه الحيثيات المتنافية مع العقل والدين تبين لنا مستوى الانحدار الفكري والأخلاقي لهذه العصابة التي ضاق بها ذرعا اليمن وأهله بمختلف شرائحه، وبدأ العالم يدرك أنها وبقية الميليشيات الإرهابية في المنطقة وداعمها الأول النظام الإيراني أصبحت تشكل تهديدا على سلامة وأمن العالم قد لا يكون أقل خطورة من تهديدات جائحة كورونا المستجد.

article@alyaum.com