أ. د فائز الشهري يكتب: Prof_Faez_Saad1@

لا يزال العالم يواجه جائحة كورونا (كوفيد 19)؛ وتواجه مدننا، كباقي مدن العالم، تلك الجائحة بتخصصية دقيقة، كلٌ في مجال تخصصه. وفي مجال التخطيط الحضري والإقليمي أشرت في مقال سابق بعنوان (كورونا وتخطيط المدن)، إلى أهمية مراجعة ما هو قائم من إستراتيجيات وسياسات ومخططات وتصاميم حضرية عمرانية؛ وتقييم مدى كفاءتها ومرونتها لمواجهة مثل تلك الكوارث والأزمات. وكذلك أشرت في مقال (كورونا.. والتخطيط الذكي) إلى أن التخطيط الحضري والإقليمي الذكي والمستدام يواجه الكوارث والأزمات والتحديات، ومنها جائحة كورونا (كوفيد 19)، بمرونة، وبإستراتيجيات وخطط وسياسات وبرامج تخطيطية عمرانية متكاملة مترابطة.

وتواجه مدن في عالمنا الصغير ومنها مدننا حالياً جائحة كورونا (كوفيد 19) من خلال توظيف التطور التكنولوجي وتقنية المعلومات لتوفير الخدمات والارتقاء بجودة الحياة، كخدمات المواصلات والتعليم والصحة، والتواصل الاجتماعي. ونلاحظ أنه بالرغم من بقاء سكان المدن في بيوتهم إلا أنهم يستطيعون الاستفادة من الخدمات عن طريق الانترنت، حيث يمكنهم الدراسة والعمل وطلب حاجاتهم وتوصيلها إلى بيوتهم وتسديد الفواتير، ومعرفة مواقع الأنشطة التجارية ومراكز الخدمات الصحية القريبة من منازلهم.

وأشارك في الوقت الحالي في الإشراف على رسالة للدكتوراة في كلية العمارة والتخطيط بجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل تهتم بمواجهة انهيار الطاقة في المدن، نتيجة عوامل طبيعية أو من صنع الإنسان وأهمية إيجاد البديل، لضمان استدامة التنمية وتحقيق رؤية المملكة 2030. وكذلك نعيش الوقت الحالي الثورة الصناعية الرابعة، التي تنتشر فيها الروبوت والطائرات المُسيرة والمركبات ذاتية القيادة، والذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء، والطباعة ثلاثية الأبعاد؛ ولا شك أن كل ذلك يساهم في إيجاد مدن ذكية تواجه الكوارث والأزمات، ومنها مواجهة فيروسات الأمراض ومنها فيروس كورونا. ولا شك أن وجود أية مشكلة في ذلك التطور التكنولوجي يؤدي إلى شلل خطير في تنمية المدن والقرى بشكل خاص والدول بشكل عام.

وأخيرا وليس بآخر؛ فإن رؤية المملكة 2030 الطموحة تطمح إلى إيجاد مدن مرنة ذكية مستدامة آمنة؛ وهو ما يتطلب الأخذ في الاعتبار مواجهة الجوائح الطبيعية، مثل جائحة كورونا (كوفيد 19)، والجوائح الرقمية المحتملة، بأن تكون هناك خطط لمواجهة أي من هذه الفيروسات من المحتمل أن تهاجم المدن الذكية، من خلال تخطيطها بأفكار وإبداعات جديدة وبما يجعل هذه المدن أكثر مرونة.