صفاء قره محمد ـ بيروت

قطيش لـ^: نصرالله يزيح مسؤولية تدمير البلد عنه ويلصقها بالمصارف

مما لا شك فيه أن «حزب الله» نجح في ضرب عصفورين بحجر واحد عندما وجّه غضب الشارع نحو حاكم مصرف لبنان رياض سلامة والمصارف، وها هم اللبنانيون يحرقون المصارف الواحد تلو الآخر، كما تمكّن من إحداث انقسام سياسي ـ داخلي بين مؤيد لإقالة سلامة ورافض لها، وهذا يعكس حجم الحساسية الفائقة لمركز الحاكم، حيث يؤكد المحلل السياسي نديم قطيش أن «حسن نصرالله» أزاح التهمة عنه بتدمير البلد وإلصاقها بسلامة المصارف، مؤكدًا «أننا ذاهبون نحو الانهيار، وإذا حكم حزب الله البلد فسيحكم مزبلة، وليس بلدًا».

الساحة السياسية

ويفنّد قطيش عبر «اليوم»، الأجسام الأربعة الموجودة اليوم على الساحة السياسية اللبنانية، قائلًا: «هنالك ثنائي العهد وحزب الله، ولعل هذا الثنائي هو الأوضح، والذي لديه حكومة برئاسة حسان دياب، يتبعهم على مضض رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية، أما الجسم الثاني فيضم الرئيس سعد الحريري، ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، وهم في خانة واحدة، ولكنهم ليسوا في جسم سياسي واحد، أما الجسم الثالث فهو ثورة 17 أكتوبر، والجسم الرابع يتجسد بالجيش اللبناني».

غضب الشارع

ويوضح قطيش أن «حزب الله والرئيس ميشال عون يريدان توجيه غضب الناس باتجاه معين، ونجحوا نجاحًا إستراتيجيًا في توجيه الناس نحو حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، وجعله يمثل هذا الهدف، وجميعنا نذكر حينما قال حسن نصرالله إنه لا علاقة له بالأزمة الحاصلة في البلد، وأن سلاحه لم يدّمر علاقات لبنان العربية، وليس له علاقة بتحويل لبنان إلى دشمة إيرانية في الصراع الكبير بين إيران وأمريكا، وليس له علاقة بتحويل كل مقدرات ومؤسسات لبنان إلى قوة إسناد الى حزب الله ومشروعه».

ويضيف قطيش: «إن نصرالله لكي يغطي على هذه الصورة زعم أن المشكلة هي في حاكم مصرف لبنان، وإذا تمت إزاحته من منصبه ستنتهي الأزمة، لذلك من الحكمة أن يقال للحزب: معك حق فلنغيّر حاكم مصرف لبنان، والإتيان بمَن يريد الحزب لنتمكّن من السيطرة على ارتفاع الدولار مقابل الليرة اللبنانية».

فوضى اجتماعية

وعن احتمال نشوب حرب في لبنان، يلفت المحلل السياسي إلى أن «الحرب تحتاج إلى طرفين، ومقدار عالٍ من التفاؤل لدى كل طرف، ويكون متفائلًا بأنه سينتصر، فلا أحد يدخل في حرب من دون حدّ عالٍ من التفاؤل على عكس الانطباع السائد، فالإحباط يصنع السلام وليس التفاؤل، لهذا فالحرب تحتاج إلى تفاؤل، ولهذا لا أجد أنه يوجد أحد متفائل، بالإضافة إلى أن هنالك طرفًا واحدًا يملك السلاح»، معلنًا: «أننا مرشحون للدخول في فوضى اجتماعية وفوضى في الشارع واشتباك بين أناس مدمرين نفسيًا واقتصاديًا وبين قوى أمنية تعمل وفق الأوامر»، مؤكدًا أن «البلد يذهب باتجاه انهيار اجتماعي».

الانهيار قادم

ويلفت قطيش إلى أن «الثورة قامت بما تستطيع فعله، بمعنى أنها لا تملك القدرة على طرح بديل سياسي، وقالت أين المشكلة، وأضاءت عليها بأفضل صورة، حزب الله يموت مع موت المريض، وبالتالي إذا مات لبنان يذهب حزب الله معه»، متسائلًا: «هل يجب أن نقتل لبنان لكي نتخلص من حزب الله لربما مَن يعتقد في العالم أنه ليمت المريض فليمت المرض، هنالك رأي كذلك ولكن هؤلاء ليسوا لبنانيين».

ويختم قطيش: «نحن بلد غني ليس كما يقال، فنحن أغنياء بأملاك كبيرة للدولة وفي قطاعات إذا تمت خصخصتها ولكن هذا يتطلب اتفاقًا سياسيًا كبيرًا، وهذا الاتفاق شبه مستحيل، ولهذا نحن ذاهبون نحو المزيد من الانهيار، وإذا حكم حزب الله البلد فسيحكم مزبلة، وليس بلدًا».

وحول ما يتردد عن «فيتو» سوري على الرئيس بري، يوضح قطيش أن «النظام السوري ليس صاحب رأي في سوريا ليكون صاحب رأي في لبنان، أما القوة المقررة في لبنان فهو حزب الله وإلى أجل غير مسمى ليس هنالك رغبة بإزاحة بري ثم لا توجد انتخابات نيابية قريبة، وبالتالي لن يذهبوا باتجاه تقصير ولاية المجلس لأنهم يتحكمون بأكثريتهم وبالتالي لن يضيعوا هذه الأكثرية التي تمنح الحكومة الثقة من أجل تصفية الحسابات»، مشددًا على أن «حجم الخلاف ليس كبيرًا إلى حدّ استغناء حزب الله عن نبيه بري».