د. محمد باجنيد يكتب:

فتحت عيوني عليك ولم يكن أبي بجانبك.. لم أذق طعم الأبوة.. ذقت طعم السعادة.. وارتبطت بك.. دروس الرضا تلقيتها منك.

ها قد دار الزمن وأصبحت ممدة على الفراش؛ بعد أن كنت تتواصلين مع الناس في أفراحهم وأتراحهم.. أسألك عن الحال.. فتبتسمين وتجيبين وكأن شيئاً لم يكن.. وبراءة الأطفال في عينيك: الحال يا محمد زي الغطاريف في بيت الزواج..

تصنعين أنسك بلطفك.. تتجاوزين النقص الكبير وتستحضرين أنعم الله عليك.. لا تشعرين بألم.. تأكلين وتشربين وتريننا بقلبك.. يغنيك السمع والنطق.. ترن في أذنيك غطاريف الفرح في بيت الزواج؛ فتنشرين الفرح في قلوبنا.

هكذا نشأنا على الحب.. على الفرح.. هذا هو معنى السلام في مدرسة أمي.. يخرج من داخلي؛ ليملأ حياتي أنساً.

السلام نشر للمعرفة.. رقي في الحوار.. السلام هيمنة للحب.. السلام شجاعة التسامح..

السلام تذكرة سفر إلى الحقول.. إلى المطر.

لا داعي لأن تكون أطرش ولا أعمى ولا أخرس؛ لتنعم بالسلام..كل ما عليك أن تكون إنسانا.. ولكي تكون إنسانا.. جهز جيوشك لخوض معركة السلام.. فحتى السلام -يا صديقي- يحتاج إلى الحرب.

ابق طيباً.. لا تتخل عن طيبتك ولو ظلمك الناس.. أفعالك تشهد لك.. دعهم يبحثوا لك عن الزلة في عرفهم واصنع منها درساً للحب الصادق.. للفكر الصادق.

الذين يحاولون مصادرة قلبك وعقلك لم يحترموهما.. كانا بالنسبة إليهم شيئاً رخيصاً.. والعقل والقلب أثمن ما يملك الإنسان.

يا صاحبي..

ابق طيباً.. ولا تنس نصيبك من الدنيا.

مطر.. مطر

يأتي المطر..

ونحن في الحظر..

ننظر إليه من بعيد..

وقد كنّا نخرج له..

نذهب لنلتقيه..

نختار أجمل الأماكن..

ونرتدي الفرح..

يأتي المطر..

أنظر إليه..

من نافذة الغرفة..

لا تزال تسكنني اللهفة..

يقرأ ما في عيني..

ويقول لي:

ابق في البيت.

mbajunaid@ipa.edu.sa