ترجمة: إسلام فرج

قبل الانهيار

وتابع يقول «حتى قبل الانهيار الدراماتيكي لأسعار النفط العالمية، الذي شهد اتجاه المؤشر الرئيسي لأسعار النفط الخام الأمريكي، مؤشر غرب تكساس الوسيط، إلى المنطقة السلبية لأول مرة في التاريخ، كان الملالي يتعرضون بالفعل لضغوط شديدة بسبب إدارتهم الكارثية للبلاد خلال وجودهم في السلطة طوال 4 عقود».

وأردف يقول «أدى مزيج من محاولات النظام الخرقاء للتغطية على المدى الحقيقي لتفشي فيروس كورونا في إيران، إلى جانب التأثير الكارثي للعقوبات الأمريكية على الاقتصاد الإيراني، إلى مواجهة النظام لأكثر فترات الاستياء الداخلي استدامة منذ ثورة 1979».

ومضى يقول «مع انهيار سوق النفط العالمية، من المتوقع أن يزداد الضغط على ملالي طهران أكثر فأكثر، لأنهم عرضة لخطر فقدان مصدر دخل حيوي في وقت يجثو فيه اقتصاد البلاد على ركبتيه بالفعل».

وأردف يقول «وفقًا للتقديرات الأخيرة لصندوق النقد الدولي، تحتاج إيران إلى أن تصل أسعار النفط العالمية إلى 195 دولارًا للبرميل فقط لتلبية متطلبات ميزانيتها لعام 2020».

كارثة اقتصادية

وتابع «مع التوقعات الحالية التي تشير إلى أن أسعار النفط من المرجح أن تدور حول مستوى 19 دولارًا للبرميل، فإن ملالي طهران يواجهون احتمال وجود كارثة اقتصادية، ذلك لأن تراجع أسعار النفط يعني أنه لا يوجد احتمال كبير لإحياء الثروة الاقتصادية للبلاد في المستقبل المنظور».

ومضى يقول «مع ارتفاع معدل التضخم إلى 35 %، وبطالة واسعة النطاق، أصبح الملالي يعتمدون بشكل متزايد على عائدات النفط في البلاد؛ للحفاظ على عمل الاقتصاد. لكن قدرتهم على توليد عائدات من مبيعات النفط تأثرت بالفعل بشدة بتأثير العقوبات الأمريكية، مع انخفاض صادرات النفط الإيرانية من مليوني برميل قبل العقوبات إلى حوالي 300 ألف. لكن الآن، بعد الانخفاض الكبير في أسعار النفط، فحتى هذه الكمية المتواضعة تحت التهديد». وأضاف «ينعكس حجم الأزمة الاقتصادية الإيرانية المتفاقمة في قرار النظام الأخير بالسعي للحصول على تمويل طارئ بقيمة 5 مليارات دولار من صندوق النقد الدولي، وهو أول طلب للمساعدة الخارجية منذ ثورة 1979».

النكسة الأخيرة

وتابع «حاول الرئيس الإيراني حسن روحاني إظهار الشجاعة في قراءة النكسة الأخيرة التي ضربت النظام، مدعيا أنه من غير المرجح أن تعاني إيران بقدر ما تعانيه البلدان الأخرى من انخفاض أسعار النفط لأنها أقل اعتماداً من غيرها على صادرات النفط الخام».

وأردف يقول «إذا كان هذا هو الحال بالفعل، فما كان لطهران أن تطلب من صندوق النقد الدولي خطة إنقاذ، وما كان لروحاني ووزير خارجيته جواد ظريف أن يتوسلا من واشنطن رفع العقوبات».

ومضى يقول «الحقيقة في جميع محاولات النظام ادعاء أن كل شيء لديه تحت السيطرة، هي أن البلاد تتأرجح على حافة الانهيار، وأن الملالي يستنفدون بسرعة خيارات إنقاذ أنفسهم».

ولفت الكاتب إلى أن أحد المؤشرات على الانفصال المتزايد بين النظام والإيرانيين العاديين هو إدعاء الحرس الثوري أنه أطلق بنجاح قمرا صناعيا عسكريا في المدار لأول مرة، وهو إدعاء يبدو غير مناسب تمامًا لبلد يتأرجح على حافة الإفلاس.

إثارة التوترات

وأردف يقول «في أوقات الأزمات، غالباً ما يلجأ النظام إلى إثارة التوترات في الخليج وأماكن أخرى في الشرق الأوسط، كوسيلة لزيادة الضغط على الولايات المتحدة وحلفائها».

وتابع «تحقيقا لهذه الغاية، نفذ الحرس الثوري الإيراني عددا من عمليات المواجهة في الخليج هذا الشهر، بما في ذلك الاستيلاء المؤقت على ناقلة صينية في مضيق هرمز، ما أحرج طهران للغاية، حيث إن الصين واحدة من الدول القليلة التي لا تزال تشتري نفطها».

وأضاف «كانت هناك أيضا زيادة في زوارق دورية الحرس الثوري التي تضايق السفن الحربية الأمريكية العاملة في الخليج، وهو تطور دفع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى إصدار أمر إلى البحرية الأمريكية بنسف وتدمير الزوارق الحربية الإيرانية إذا استمرت في أعمالها الاستفزازية».

واختتم بقوله «ربما ما زال ملالي إيران يعتقدون أن بإمكانهم النجاة من الأزمة الحالية، لكن الحقيقة هي أن احتمالات نجاحهم في التغلب على جميع العقبات التي يواجهونها، من فيروس كورونا إلى انهيار الاقتصاد الإيراني، تصبح أكثر صعوبة يوما بعد آخر».

قال موقع معهد «غيتستون» الأمريكي إن الانخفاض الكبير الذي شهدته أسعار النفط مؤخرا قد يكون القشة الأخيرة التي يمكن أن تقصم نظام الملالي في إيران. وبحسب مقال لـ «كون كولين»، الزميل البارز بالمعهد، يواجه النظام الإيراني ضغطًا غير مسبوق على خلفية طريقة تعامله مع تفشي فيروس كورونا وكذلك طريقة تعامله الكارثية مع الاقتصاد، لكن الانخفاض في أسعار النفط يمكن أن يكون النهاية للنظام.